تعتبر مدينة القصير التابعة لمحافظة البحر الأحمر أقدم مدن المحافظة، وميناؤها التاريخ من أقدم الموانئ البحرية المطلة على البحر الأحمر، والتى كان يعبرها الحجاج وصولا لبلاد الحجاز فى العصر العثمانى لمصر.
من جانبه قال الأثرى محمد أبو الوفا، أحد مسئولى الآثار الإسلامية بالبحر الأحمر، من أهالى مدينة القصير، عقب اندلاع الحروب الصليبية فى بلاد الشام، والتى تسببت فى غلق الطريق البرى بين مصر وبلاد الحجاز، توقف الطريق البرى بين مصر وبلاد الحجاز، وتوقفت رحلات الحجاج من المرور من خلالها، وكذلك توقف إرسال كسوة الكعبة من خلالها.
وأضاف أن الحجاج قاموا بسلك طريق آخر هو ركوب مراكب فى نهر النيل من محافظات وجه بحرى والقاهرة حتى مدينة قوص بقنا ومنها بالجمال لميناء عيذاب قديما أقدم ميناء بحرى على ساحل البحر، وبعد عدة سنوات أصبح سفر الحجاج من ميناء القصير، ومن خلاله كانت ترسل كسوة الكعبة للحرم المكى.
وأوضح أبو الوفا أنه فى التوقيت التى كانت ترسل فيه كسوة الكعبة من ميناء القصير كان حجاج بيت الله الحرام يغادرون لأداء الحج من الطريق نفسه، حيث ازدهرت التجارة بمنطقة القصير، حتى أنها عرفت أنها أكبر مدينة تجارية على ساحل البحر الأحمر فى تلك التوقيت.
وكشف الأثرى محمد أبو الوفا أنه فى تلك التوقيت كانت التكية المصرية فى بلاد الحجاز ما زالت موجودة، حيث كانت ترسل كسوة الكعبة من مصر وترسل معها مراكب تحمل كل مركب حوالى ألفين ونصف إردب من القمح والعدس والفول والشعير والزبد لخدمة حجاج بيت الله الحرام.