يحوى سوق القيسارية بمحافظة أسيوط بعض المهن القديمة، والتى قاربت على الاندثار مثل المنجد البلدى، وصناعة المفاتيح، وسن السكاكين وصناعه النحاس وغيرها من المهن التى عفا عليها الزمن ونافستها الصناعات الحديثة، ومن هذه المهن مهنة “مكوة الرجل” وهى من المهن التى نشأت قديما وعمل بها فى البداية عدد كبير حتى تراجعت أعداد العاملين فيها مع ظهور أشكال المكوى المتعددة، وتطورت بشكل كبير وصغر حجمها مما جعل عددا كبيرا من العاملين بمهنة المكوى عموما يغيرون الأجهزة التى يعملون بها لمواكبة التطور فى أجهزة المكوى، وفى سوق القيسارية أقدم الأسواق التجارية فى صعيد مصر بل ويأتى فى مراتب متقدمة ضمن الأسواق التاريخية يوجد أحد محلات مكوى الرجل توارث أصحابه مهنة مكوى الرجل عن أجدادهم، وانتقلوا من محافظة سوهاج مركز طما إلى أسيوط لممارسة المهنة فى هذا السوق قبل أكثر من 100 عام، حتى أن صناعة المكوى التى يعمل بها منذ عام 1920.
يقول إسماعيل عاطف إسماعيل، صاحب المحل، إنه توارث المهنة عن والده التى ورثها عن جده حيث إن عائلته عملت بهذه المهنة منذ القدم، وفضل إسماعيل استكمال مهنة والده، وجده التى عاشوا عليها منذ أكثر من 100 عام.
وأضاف إسماعيل أنه بالرغم من التطور الكبير فى صناعة المكوى وتنوع الأجهزة إلا أن هناك كثيرين يفضلون كى ملابسهم بالمكوى الرجل لوجود مميزات كثيرة لا توجد فى الأجهزة الحديثة، حيث إن الملابس التى يتم كيها بمكوى الرجل تحتفظ بالمكوى وبشكل الكى لفترة كبيرة إذا ما قورنت بكيها بالبخار أو المكوى الكهربائية، ولذلك فعدد كبير يفضلون مكوى الرجل، خاصة فى كى الجلاليب البلدى، أو البدل الصوف، أو العبايات الثقيلة فى فصل الشتاء، أبو البنطلون القماش، لأن ثقل المكوى واستخدام الرجل والضغط على الأقمشة يجعل هذه الأقمشة بأنواعها المختلفة تحتفظ بالمكوى لفترة كبيرة، حتى أن بعضها يظل محتفظا بالمكوى حتى بعد الغسيل، وهو ما يجعل كثيرين يتجهون إلى استخدام مكوى الرجل.
وأوضح إسماعيل أن معدات المكوى أو المكوى نفسها مصنوعه من مادة الزهر الحرارى الخام الذى لا يتعرض للتلف أو يحتاج إلى الصيانة، وتظل مكوى الرجل تعمل دون تلف طالما أن هذا الحجر يعمل ويتعرض للحرارة وأنا أعمل بواحدة صنعت عام 1920 وما زال الحجر الزهر فيها يعمل وبجودة عالية، مشيرا إلى أن إقبال عدد كبير على مكوى الرجل جعله يحافظ على مهنة والده، وأجداده وأصبحت هذه المهنة مصدر دخل له يعتمد عليها فى الإنفاق على أسرته، ويعتبرها امتداد لأسرته التى جاءت من محافظة سوهاج، وعملت فى هذه المهنة منذ أكثر من 100 عام.
إسماعيل ورث مهنة مكوى الرجل من جده قبل أكثر من 100 عام (4)