تضم محافظة البحر الأحمر على سواحلها المختلفة قرابة 60 موقع غوص مميز يتم التسويق لهم خارجيا، لاحتوائهما على شعاب مرجانية نادرة، وكذلك كائنات بحرية مميزة منها القروش، والكثير من السياح والغواصين المرافقين لهم يغوصون فى الأعماق معها ويشاهدونها.
من جانبه، قال أشرف عبادى، مدير مركز غوص فى مدينة مرسى علم، والحاصل على شهادة مدرب مدربين غوص، إن القروش جزء أصيل من البحر الأحمر ومن دائرة الكائنات الحية الموجودة به، والتعامل معه يكون كأنه سمكة مثل باقى الأسماك.
وأضاف أشرف عبادى أن هناك تعليمات للتعامل مع القرش داخل المياه، بداية عدم إثارة القرش على أن يتم التعامل معه كباقى الكائنات فى الأعماق ودائما أن يكون القرش فى المواجهة، ويجب ألا تطيل النظر إليه عندما تشاهده، وكذلك عدم تحريك الزعانف بقوة أو إثارته والخوف منه. وتابع: “عند اقتراب القرش يمكن دفعه من رأسه فى اتجاه آخر حتى يغير اتجاهه ويذهب بعيدا، وفى حالة هجومه يمكن ضربه فوق رأسه بقوة، أو فوق أنفه أو فوق الخياشيم”، مؤكدا أن هجوم القرش نادرا ما يحدث فى الأعماق لوجود غذائه بشكل طبيعى.
وكشف أن هناك عدة أخطاء تتم ممارستها من بعض الذين يقومون بالأنشطة البحرية وهى إلقاء فضلات الطعام فى البحر بعد انتهاء الرحلة مما يثير القرش للخروج إلى سطح البحر من الأعماق وتناولها، وهذا يؤدى إلى تكرار خروجه للسطح عند مشاهدة أى شىء، والمحميات وضعت إرشادات للمواطنين حتى يتم توخى الحذر عند هجوم القرش، منها عدم النزول فى ساعات الصباح الباكر وكذلك ساعات الغروب، وعدم تخطى العلامات الرئيسية فى كل الشواطئ.
وأضاف أن القروش بطبيعتها غير هجومية، ولا بد أن يكون هناك أسباب للحظات الهجوم الخاصة بها، مؤكدا أنه عند مشاهدة القرش حاول الهروب منه بطريقة لا تثيره، كالأسماك التى تهرب عند مشاهدته، فلا بد من البعد بطريقة لا تثير هجومه، ومياه البحر الأحمر بها نحو 40 نوعا من أسماك القرش، منها خمسة أنواع من ذات الأحجام الكبيرة، وهى القرش النمر، والحوتى، والماكر وأبو مطرقة، والديبة.
وتابع أن كل الحوادث التى تقع ناتجة عن السلوك الخاطئ للإنسان إذ أنه عندما يقوم بإلقاء أطعمة على سطح المياه قد تتصادف رؤية سمكة قرش لها فتتجه إليها، وقد تقوم بمهاجمة الإنسان، لأن القرش عند العض لا يميز بين الإنسان وغيره، وهو لا يهاجم بشكل عشوائي.
ولفت إلى أن الغذاء الذى يتغذى عليه سمك القرش تضاءل كثيراً خلال السنوات الأخيرة بسبب عمليات الصيد الجائر، وبالتالى قد نجد أسماك القرش توسع من دائرة البحث عن الطعام، لكن أسماك القرش الموجودة بمياه البحر الأحمر ليست عدوة للإنسان على الإطلاق، بل يجب أن ننظر إليها على أنها وسيلة من وسائل الجذب السياحى مثل الحيوانات الأخرى بشرط ألا نحتك بها.