تمتلك محافظة الإسكندرية، العديد من المباني التراثية، والتي لها تاريخًا محفورًا في التاريخ وظلت مدينة الحضارات المعمارية التراثية، وزخارفها العتيقة علامة بارزة من علامات عروس البحر، التى ترجع مبانيها التراثية للقرن التاسع عشر على طراز الفن المعماري الإيطالي, في عدد من الاحياء القديمة بالمدينة.
ومن تلك المباني التراثية العمارة الحمراء، والتي كانت تسمي عمارة قرداحي والتي تقع وسط ميدان منطقة المنشية اقدم احياء المحافظة، والتي تتميز بالمباني ذات الطراز الايطالي بالقرب من محكمة الحقانية الأثرية، وتمثال محمد علي باشا وميدان القناصل سابقا،والذي يضم عدد من القنصليات والسفارات الأجنبية .
العمارة الحمراء بحي المنشية أنشأها “بدر الدين قرداحي بك” ،والذي كان من أصول شامية وهاجر إلى مصر وأقام بالإسكندرية وكان من الأثرياء، ومن كبار ملاك الأراضي والعقارات ،وكذلك تجار القطن وكان مهتما ومحبا للفن والثقافة .
يعود إنشاء العمارة الحمراء ،الي المهندس المعماري الايطالي ألدو ماريلل، الذي تولي تصميم عمارة “قرداحي” أو العمارة الحمراء والإشراف على بنائها وتشييدها في عام 1915 م ، وتم تصميمها وبنائها بالطابع المعماري “الباروك” والطابع المعماري الإيطالي من الطابع الكلاسيكي الأوروبي .
كما يذكر أن “بدر الدين قرداحي بك”الذي انشاء العمارة قام بإنشاء العديد من المباني التاريخية في الاسكندرية، وكذلك إشترى مسرح “الكونت زيزينيا” الشتوي عام 1916 م وهدمه وأنشأ على موقعه “تياترو محمد علي” فيما بعد .
وعلي صعيد آخر، كان اللواء محمد الشريف محافظ الاسكندرية أطلق اللواء إشارة البدء لإعادة تطوير ورفع كفاءة شارع النبى دانيال بطول 730 مترا، باعتباره من أقدم وأهم شوارع المحافظة بتكلفة تقدر بـ 103 ملايين جنيه.
وأكد المحافظ أن شارع النبى دانيال هو أقدم وأعرق الشوارع فى عروس البحر الأبيض المتوسط؛ حيث يعود تاريخ الشارع إلى عام 331 قبل الميلاد عندما أمر الإسكندر الأكبر المهندس الأغريقى دينوقراطيس ببناء مدينة الإسكندرية لتكون عاصمة جديدة لأمبراطوريته لما وجده فيها من موقع ممتاز يجعلها نواه لعصر جديد وكان شارع النبى دانيال هو جزء من الشارع الرئيسى الطولى للمدينة وقت إنشاءها.
وقال “الشريف” إن الشارع بمثابة مجمع للأديان السماوية الثلاث حيث يضم؛ الكنيسة المرقسية وهى أقدم كنيسة فى أفريقيا، ومعبد إلياهو وهو أقدم المعابد اليهودية التى شيدت فى الإسكندرية، ومسجد النبى دانيال، مما يخلق حالة فريدة من تجمع الأديان فى أنحاء العالم وتجسيدا مصرى حقيقى لمقوله “إن الدين لله والوطن للجميع”، مشيرا إلى أن الغرض من أعمال التطوير هو ترميم ودهان جميع المبانى الموجودة فى الشارع مع الالتزام بكود اللون الأصلى للمبانى التراثية وترميم ما هو بحاجة إلى ترميم للحفاظ عليها حيث يوجد نحو 15 مبنى تراثيا بالشارع.
وأوضح المحافظ أن هناك مخطط ورؤية استراتيجية لتطوير ورفع كفاءة جميع المواقع الأثرية والتراثية فى الإسكندرية للحفاظ عليها وعودتها إلى سابق عهدها وخاصة أن التغيرات المناخية قد أثرت عليها، مؤكدا بأنه سيتم الاهتمام بالمكتبات المتواجدة فى الشارع وتوحيد شكلها والالتزام بشكل موحد للحفاظ على المظهر الحضارى والتراثى للشارع ولعدم إعاقة حركة المرور، مؤكدا أن الهدف من التطوير هو ترميم لكل واجهات والمبانى الموجودة مع الحرص على لون المبانى التراثية.