صدر عن مكتبة الإسكندرية من خلال مركز دراسات الحضارة الإسلامية، بالتعاون مع مشروع «ذاكرة العرب» بقطاع البحث الأكاديمي، العدد السادس من مجلة “ذاكرة العرب”، الذي خُصص لموضوع «القاهرة ملتقى الثقافات والحضارات منذ نشأتها إلى نهاية العصر المملوكي»، وذلك بمناسبة اختيار منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) للقاهرة عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2022، ليعبِّر ذلك عن جانب من الأحداث والفعاليات الثقافية التي تنظمها مكتبة الإسكندرية.
يضم هذا العدد بحوثًا علمية محكمة تتناول: مساهمة مصر في ازدهار الحركة العلمية بالأندلس، والقاهرة المستنصرية من خلال وصف ناصر خسرو في كتابه سفر نامه، بالإضافة إلى العلاقات الدبلوماسية بين سلاطين دهلي والخلافة العباسية في بغداد والقاهرة من خلال المصادر المصرية والهندية، وصورة القاهرة في عيون أندلسية، وعلم الأنساب والدلالات الحضارية من مؤلًفات القلقشندي، ومظاهر الأرستقراطية لحي الأزبكية في عصر دولة المماليك الجراكسه، والآيات القرآنية على مسكوكات الخلافة الفاطمية والدول التابعة لها.
كما تنظم مكتبة الإسكندرية من خلال وحدة برامج ذوي الاحتياجات الخاصة بقطاع المكتبات ندوة بعنوان (الإعاقات غير المرئية)، يلقيها الدكتور أيمن يوسف، وذلك الساعة الحادية عشرة صباح يوم الثلاثاء القادم ، بقاعة المحاضرات بمركز مؤتمرات مكتبة الإسكندرية.
وقد حصل الدكتور أيمن يوسف على دكتوراة علوم الأعصاب والصحة النفسية من جامعة نيويورك الدولية، وهو صاحب أول رسالة علمية دولية عن الإعاقات غير المرئية في الشرق الأوسط من متلازمات الفيبروميالجيا ومتلازمة الإجهاد المزمن، كما يُعدّ الدكتور أيمن يوسف أحد المصابين والذي استطاع أن يقدم نموذجًا لقدرات وإمكانات تلك الفئة ولكافة ذوي الهمم.
تتناول الندوة المسببات والعوامل الجينية والبيئة والنفسية لتلك المتلازمات، وتعرض نماذج التشخيص والعلاج الحديثة ووسائل الدمج الاجتماعي والوظيفي ونماذج العلاج السلوكي المعرفي وفقا لأخر البحوث المتعلقة بهذا المجال ووفقا لمنجزات مشروع الجينوم البشري، كما تعرض أهمية مفهوم الإعاقات غير المرئية وكافة قضاياها وتحدياتها وآمال المصابين بها؛ سعيًا لإدراج هذا المفهوم في مدركات وثقافة المجتمع، وفي النظم الحقوقية والصحية والتشريعية أسوةً بالنظم المتطورة.
تأتي الندوة في إطار دور مكتبة الإسكندرية الفعَّال والرائد لخدمة وتوعية فئات المجتمع المختلفة، حيث تولي اهتمامًا خاصًّا بذوي الاحتياجات الخاصة من خلال الفعاليات المختلفة والأنشطة المقدمة بشكل مستمر لهم؛ لتشجيع القراءة وتنمية المواهب والمهارات الحياتية والفكرية لنشر الوعي والمعرفة كذلك تعليمهم المهارات اللازمة لتأهيلهم لسوق العمل، والاهتمام بالتعليم الإبداعي والتفاعلي والثقافي، حيث يتم توفير برامج وأنشطة ثقافية وورش عمل تفاعلية خلال العام لكافة فئات وأعمار ذوي الاحتياجات الخاصة، وأيضًا محاضرات عن بُعد ودورات تدريبية، هذا وبالإضافة إلى محاضرات توعوية وإرشادية لأولياء الأمور لكيفية التعامل مع أبنائهم من ذوي الاحتياجات الخاصة.