أسواق وأعمال

«آي صاغة»: الذهب يتراجع محليًا وعالميًا مع هبوط توقعات خفض الفائدة

تراجعت أسعار الذهب في الأسواق المحلية والعالمية خلال تعاملات اليوم السبت، بالتزامن مع العطلة الأسبوعية للبورصات العالمية، وذلك بعد مكاسب أسبوعية قوية للأوقية بلغت نحو 2.1% قبل أن تتعرض لضغوط بيعية حادة في ختام جلسات الأسبوع. وتأتي هذه التحركات في ظل تصاعد التوقعات بتوقف مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي عن مواصلة دورة التيسير النقدي، عقب صدور تصريحات متشددة من معظم أعضائه، وفقًا لتقرير منصة «آي صاغة» لتداول الذهب والمجوهرات.

وقال سعيد إمبابي، الرئيس التنفيذي لمنصة «آي صاغة»، إن أسعار الذهب في السوق المحلية تراجعت بنحو 15 جنيهًا خلال تعاملات اليوم، ليسجل جرام الذهب عيار 21 نحو 5450 جنيهًا. فيما أنهت الأوقية تعاملات الأسبوع عند 4086 دولارًا بمكاسب بلغت 85 دولارًا خلال أسبوع التداول.

وأضاف أن عيار 24 سجل 6229 جنيهًا، وعيار 18 بلغ 4671 جنيهًا، بينما استقر سعر الجنيه الذهب عند 43,600 جنيه.

وأشار التقرير إلى أن أسعار الذهب أمس الجمعة شهدت تراجعًا بنحو 5 جنيهات، حيث افتتح عيار 21 التداول عند 5570 جنيهًا وأغلق عند 4565 جنيهًا، بينما هبطت الأوقية عالميًا من 4178 إلى 4086 دولارًا.

ضغوط بيعية عالمية وتراجع التوقعات بخفض الفائدة

عالميًا، تراجع الذهب بأكثر من 2% يوم الجمعة بعد أن لامس أدنى مستوى يومي له عند 4086 دولارًا، نتيجة إعادة تسعير الأسواق لاحتمالات خفض الفائدة في ديسمبر. ووفق بيانات الأسواق، تراجعت توقعات الخفض إلى 50% حاليًا مقارنة بـ 72% قبل أسبوع، وذلك مع تأكيد مسؤولي الفيدرالي استمرار الضغوط التضخمية رغم تراجع بيانات سوق العمل.

وقال جيفري شميد، عضو الاحتياطي الفيدرالي في كانساس سيتي، إن “التضخم ما يزال مرتفعًا للغاية”، مضيفًا أن السياسة النقدية الحالية “في موضعها الصحيح”. فيما شدد ستيفن ميران، محافظ الفيدرالي، على ضرورة المزيد من التشدد استنادًا إلى البيانات الاقتصادية الحالية.

وزادت عوائد السندات الأمريكية من الضغوط على الذهب، حيث ارتفع العائد على السندات لأجل 10 سنوات إلى 4.10%، فيما قفزت العوائد الحقيقية إلى 1.862%، وهي مستويات ترتبط عادةً بانخفاض جاذبية المعدن النفيس.

تداعيات الإغلاق الحكومي الأمريكي

ورغم انتهاء الإغلاق الحكومي الأطول في تاريخ الولايات المتحدة بعد 43 يومًا، تتوقع الأسواق ظهور تداعيات واضحة خلال الأسابيع المقبلة، خصوصًا مع فقدان بعض البيانات الاقتصادية بشكل نهائي، ومنها مؤشر أسعار المستهلكين لشهر أكتوبر. وتمنح هذه الفجوات البياناتية الفيدرالي مساحة إضافية لتبرير الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماع ديسمبر.

وبينما أغلق الذهب الأسبوع على ارتفاع بنسبة 2%، فإنه لا يزال منخفضًا بأكثر من 3% عن قمته الأسبوعية، ما يعكس حساسيته العالية تجاه تصريحات الفيدرالي وتذبذبات شهية المخاطرة عالميًا.

تباطؤ النمو في الصين يضغط على السلع

في سياق متصل، كشفت بيانات «بلومبرغ» عن تباطؤ أكبر من المتوقع في النشاط الاقتصادي الصيني خلال بداية الربع الرابع؛ إذ انكمش استثمار الأصول الثابتة بنسبة 1.7% خلال الأشهر العشرة الأولى من العام، وتباطأ نمو الإنتاج الصناعي إلى 4.9% فقط، وهو الأضعف منذ مطلع 2025.

ورغم إطلاق الحكومة الصينية حزمة تحفيز بقيمة تريليون يوان، لا يزال الطلب المحلي ضعيفًا، كما لم يشهد الإقراض المصرفي التعافي المتوقع.

اتفاقات تجارية أمريكية جديدة

اقتصاديًا، أعلنت الولايات المتحدة توقيع اتفاق تجاري جديد مع الأرجنتين لتعزيز التعاون الاستثماري، ومنح صادرات السلع الأمريكية—ومنها الأدوية والكيماويات والآلات—أولوية دخول الأسواق الأرجنتينية. كما كشفت واشنطن عن تقدم مفاوضات لاتفاقيات تجارية مشابهة مع السلفادور والإكوادور، ما يعزز حضورها في أسواق أمريكا اللاتينية.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى