عاجلعقارات

استقرار الأسعار وتغير أنماط السداد يرسمان ملامح السوق العقاري المصري في 2025

حافظ سوق العقارات على ثباته النسبي في الأسعار، بينما شهدت أنظمة السداد تحولات جوهرية تعكس تغيّر سلوك العملاء واستراتيجيات المطورين.

وكشف استطلاع موسّع أجرته منصة “العربية Business”، شمل مطورين عقاريين وشركات تسويق وعملاء محتملين، عن أبرز ملامح المشهد العقاري المصري، والفارق بين الطلب الحقيقي والمضاربي، وتأثير المتغيرات الاقتصادية على البيع والتسعير وأنظمة السداد.

خيارات السداد.. بين السرعة والمرونة

أظهر الاستطلاع الذي شمل 70 عميلاً وجود تباين واضح في تفضيلات المشترين، حيث اختار 45.7% من المشاركين خطط الدفع بناءً على مواعيد التسليم وقيمة الأقساط الشهرية، بينما فضّل 28.6% خطط السداد القصيرة، و25.7% خطط السداد الطويلة الممتدة حتى عشر سنوات.

العملاء ذوو السيولة المرتفعة فضلوا المدد القصيرة بين 6 و12 شهرًا لتقليل التكاليف وإنهاء الالتزامات سريعًا، رغم محدودية المرونة.

أما الباحثون عن تخفيف الضغط المالي، فاختاروا السداد على فترات طويلة، مستفيدين من انخفاض القيمة الحقيقية للأقساط المستقبلية في ظل التضخم وتراجع الجنيه.

وأكدت مجموعة من العملاء أن المشروعات القريبة من التسليم تميل إلى تقديم خطط سداد أقصر لتقليل المخاطر وتسريع عملية التسليم.

أسعار مستقرة.. وتسهيلات غير مسبوقة

في الجزء المخصص لشركات التسويق العقاري، والتي شملت منصات مثل عقارماب وناوي وبيوت وسمسار مصر، أكد 95% من المشاركين أن أسعار الوحدات لم تشهد زيادات كبيرة خلال عام 2025، ما يعكس استقرارًا نسبيًا في السوق رغم التحديات الاقتصادية.

ويرجع هذا الثبات إلى توازن العرض والطلب وحرص المطورين على عدم رفع الأسعار لتجنب تراجع القدرة الشرائية. وبدلًا من رفع الأسعار، قدمت الشركات تسهيلات واسعة في السداد مثل تمديد فترات التقسيط وتقليل الدفعات المقدمة، خاصة للمشروعات التي طُرحت قبل تحرير سعر الصرف في فبراير 2024.

وتُعد هذه التسهيلات بمثابة خصومات غير مباشرة، إذ يتحمل المطور جزءًا من التكلفة عبر تشطيب الوحدات أو تقديم مزايا إضافية دون رفع السعر الأساسي.

زيادات محدودة في العاصمة وهليوبوليس الجديدة

رغم الاستقرار العام، رصد الاستطلاع زيادات طفيفة في الأسعار ببعض المناطق، أبرزها:

العاصمة الإدارية الجديدة: ارتفاع سعر المتر بنسبة 5.7%.

هليوبوليس الجديدة: زيادة بنسبة 9.3% نتيجة ندرة الوحدات والطروحات الجديدة.

في المقابل، شهدت مناطق مثل القاهرة الجديدة والشيخ زايد و6 أكتوبر انخفاضات طفيفة بين 2% و5%، ما يعكس توازنًا صحيًا في حركة السوق.

سوق إعادة البيع (الريسيل).. انخفاضات واضحة

أوضح أكثر من 80% من المشاركين أن سوق إعادة البيع شهد انخفاضًا في متوسط سعر المتر بنحو 10% على مستوى القاهرة الكبرى مقارنة بالعام الماضي، بسبب قصر مدد السداد في هذه المشروعات مقارنة بالمشروعات الجديدة.

ورغم هذا التراجع، سجلت مناطق مثل مدينة نصر والمعادي والمهندسين ارتفاعًا في الأسعار مدفوعًا بزيادة الطلب واستقرار المعروض في تلك المناطق الحيوية.

المطورون بين الحذر والمرونة

كشف الاستطلاع، الذي شمل 10 مطورين عقاريين بارزين، أن 90% منهم باتوا يفضلون التركيز على الطلب الحقيقي المرتبط بالسكن الفعلي، لضمان استقرار دورة رأس المال وتجنب التعثر المالي.

بينما 8% من الشركات لا تفرّق بين الطلب الحقيقي والمضاربي مستندة إلى قوتها المالية وقدرتها على امتصاص المخاطر، في حين يرى 2% من الوافدين الجدد أن الطلب المضاربي يمثل فرصة لزيادة السيولة وسداد أقساط الأراضي، مع إمكانية استرداد الوحدات وإعادة بيعها حال تعثر العملاء.

خلاصة المشهد العقاري في 2025

يعكس الاستطلاع أن السوق العقاري المصري يتجه نحو مزيد من المرونة والاستقرار رغم التحديات الاقتصادية، مع استمرار التسهيلات التمويلية كمحرك رئيسي للطلب، وتزايد أهمية الطلب الحقيقي كمؤشر لاستدامة النمو خلال الفترة المقبلة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى