في خطوة جديدة تؤكد جاذبية السوق العقارية المصرية وقدرتها على استقطاب كبرى الاستثمارات الإقليمية والدولية، أعلنت شركة “ميدار للاستثمار والتنمية العمرانية”، المطور العام لمدينتي “مستقبل سيتي” و”مدى” في القاهرة الجديدة، عن توقيع اتفاقية شراكة استراتيجية مع شركة “السادس من أكتوبر للتنمية والاستثمار – سوديك”، لتطوير مشروع عمراني متكامل داخل مدينة “مدى” باستثمارات ضخمة تبلغ 110 مليارات جنيه.
جاء الإعلان عن هذه الشراكة خلال مؤتمر موسع أُقيم في مدينة “مستقبل سيتي”، بحضور اللواء أمير سيد أحمد، رئيس مجلس إدارة شركة “ميدار للاستثمار والتنمية العمرانية”، والمهندس أيمن القوصي، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي للشركة، والمهندس فهد عبد الله المحمود، عضو مجلس الإدارة ونائب رئيس مجلس الإدارة التنفيذي لشركة “سوديك”، والمهندس أيمن عامر، المدير العام للشركة، إلى جانب عدد من أعضاء مجلسي إداراتي الشركتين وممثلي وسائل الإعلام المحلية والدولية.
مشروع ضخم على مساحة 500 فدان بنظام اقتسام الإيرادات
بموجب هذا التعاقد الجديد، ستقوم شركة “سوديك” بتطوير وتنمية قطعة أرض بمساحة 500 فدان داخل مدينة “مدى” بنظام اقتسام الإيرادات، وذلك في إطار استراتيجية شركة “ميدار” الهادفة إلى تطوير مدن متكاملة تتماشى مع معايير الاستدامة العالمية وتلبي احتياجات الحياة العصرية.
وتُعد هذه الشراكة بعدًا استراتيجيًا مهمًا، خاصة أن شركة “سوديك” مملوكة بنسبة 85.5% لتحالف “الدار العقارية” و”القابضة ADQ”، وهما من أكبر الكيانات الاستثمارية في أبوظبي، ما يعكس متانة العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين مصر والإمارات، وحرص الجانبين على تعميق التعاون في مجالات التنمية العمرانية والعقارات.
القوصي: “الشراكة الجديدة تؤكد ثقة كبار المستثمرين في رؤية ميدار”
من جانبه، أعرب المهندس أيمن القوصي، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة “ميدار”، عن سعادته بتوقيع هذه الاتفاقية الاستراتيجية مع “سوديك”، مؤكدًا أن الشراكة الجديدة تُبرهن على نجاح استراتيجية “ميدار” في التحول إلى منصة رائدة لجذب الاستثمارات الإقليمية والدولية.
وأضاف القوصي أن هذا التعاون يُعد الشراكة الثانية داخل مدينة “مدى” خلال أقل من عام واحد، بعد توقيع “ميدار” عقد شراكة مماثل مع شركة “إعمار مصر للتنمية”، مما يعكس ثقة كبرى الشركات والمطورين العالميين في قوة السوق العقارية المصرية وجدوى الاستثمار في مدن الجيل الخامس.
وقال القوصي: “إن التزام ميدار بالتطوير المستمر وبناء مدن ذكية ومستدامة أصبح محل ثقة واهتمام من جانب كبار المستثمرين والمطورين المحليين والإقليميين، ونحن فخورون بالشراكة مع سوديك التي تمثل إضافة قوية لمسيرة التنمية العمرانية في مصر.”
عامر: “سوديك تسعى لإنشاء مجتمع عمراني مستدام يركز على جودة الحياة”
من جانبه، علّق المهندس أيمن عامر، المدير العام لشركة “سوديك”، على توقيع الاتفاقية قائلاً: “نفخر بشراكتنا مع ميدار للاستثمار والتنمية العمرانية في مشروع جديد على مساحة 500 فدان داخل مدينة مدى، إحدى مدن الجيل الخامس الرائدة في مصر.”
وأوضح عامر أن هذا التعاون يدعم استراتيجية “سوديك” التوسعية في منطقة شرق القاهرة، التي تشهد نشاطًا متزايدًا في السنوات الأخيرة، مشيرًا إلى أن الشركة تطور هناك أكثر من 5000 وحدة سكنية في ثلاثة مشروعات كبرى، إلى جانب مشروع “سوديك إيست” الجاري تنفيذه بالشراكة مع شركة مصر الجديدة للإسكان والتعمير.
وأضاف: “إن هذا التعاون يمثل خطوة مهمة في مسيرة سوديك نحو إقامة مجتمعات عمرانية متكاملة تعكس التزامنا بمفاهيم الاستدامة وجودة الحياة. نحن نسعى لتطوير مشروعات تعزز من نمط المعيشة وتدعم رؤية الدولة في التوسع العمراني وبناء مدن ذكية وصديقة للبيئة.”
“مدى” .. أحدث مدن الجيل الخامس في مصر
تُعد مدينة “مدى” أحدث مدن شركة “ميدار” وأحد أبرز مشروعات مدن الجيل الخامس في مصر، حيث تمتد على مساحة 5800 فدان (ما يعادل نحو 25 مليون متر مربع) وتُعد من أكبر المدن المتكاملة في شرق القاهرة.
وتتميز المدينة بموقع استراتيجي فريد في قلب القاهرة الجديدة، بالقرب من العاصمة الإدارية الجديدة ومطار القاهرة الدولي، وعلى تقاطع أهم المحاور والطرق الحيوية مثل محور الأمل وطريق القاهرة – السويس وطريق جنوب المستقبل، الذي يربط بين الدائري الإقليمي والدائري الأوسطي.
وتستهدف “ميدار” من خلال “مدى” إنشاء مجتمع عمراني ذكي ومستدام يعتمد على أحدث التقنيات في إدارة المدن، ويضم مناطق سكنية وتجارية وإدارية وخدمية متكاملة، تواكب المعايير العالمية للتنمية الحضرية الحديثة.
تعاون استراتيجي يعزز مكانة مصر كوجهة استثمارية
تعكس هذه الشراكة بين “ميدار” و”سوديك” توجه الدولة المصرية نحو تعزيز الشراكات مع المطورين الإقليميين والعالميين، وجذب استثمارات نوعية تسهم في تحقيق رؤية مصر للتنمية العمرانية المستدامة 2030.
ويأتي الاتفاق في توقيت يشهد فيه القطاع العقاري المصري نموًا متسارعًا، واهتمامًا متزايدًا من المستثمرين العرب والأجانب بفضل المشروعات القومية الكبرى والبنية التحتية الحديثة التي وفّرتها الدولة.
ومن المنتظر أن يسهم المشروع الجديد في توفير آلاف فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، ودعم الاقتصاد الوطني من خلال ضخ استثمارات ضخمة في أحد أكثر القطاعات حيوية ونموًا في مصر.
