أكدت الدكتورة ألفت غراب رئيس مجلس إدارة الشركة العربية للصناعات الدوائية والمستلزمات الطبية «أكديما» أن الشركة نجحت خلال الفترة من عام 2017 حتى عام 2024 في توطين من 100 إلى 120 دواء مستورد.
كما نجحت الشركة في توفير البنسلين طويل المفعول والمضادات الحيوية وأدوية الشلل الرعاش وغيرها بالإضافة إلى أنها تنفرد على مستوى الشرق الوسط بمصنع لإنتاج الأدوية الهرمونية.
جاء ذلك خلال حوارها مع الإعلامي أحمد العصار في برنامج «حوار عن قرب» الذي يذاع على قناة «TEN» الفضائية.
وأوضحت أنه بعد توطين عدد من الأصناف تم تصديرها لدول الخليج وغيرها من الدول الإفريقية، بعد اجتيازها كافة اختبارات الجودة العالمية.
وأشارت إلى أن استراتيجية الشركة في توطين صناعة الدواء في مصر قائمة على التوطين والتعميق متمثلا في إنتاج بعض الأصناف المستوردة من الخارج والتعميق ببدء التصنيع من المواد الخام.
وتابعت «غراب»: بدأنا منذ عام 2017 في تنفيذ هذه الاستراتيجية بالعمل على أكثر من محور منها: حصر الأدوية الناقصة وإنتاج ما يمكن منها عبر خطوط إنتاج الشركة، مع زيادة الكميات المطروحة وتوفيرها، والمحور الثاني كان العمل على تصنيع الأدوية المستوردة والتي انتهت حقوق الملكية لشركاتها الأصلية وصنعناها وطرحناها محليا بدلا من الاستيراد.
وتم عمل ذلك بتطوير خطوط الإنتاج لنستطيع تصنيع هذه الأصناف وتم توفير كثير من الأدوية الناقصة في السوق، ونجحنا في توفير لبن الأطفال وحبوب منهع الحمل بكل أنواعها والكورتيزونات العلاجية، كما بدأنا تصنيع أدوية علاج الغدة والأمراض المزمنة، وبدأنا في توطين صناعة هذه الأصناف بنفس الجودة العالمية.
وعن تعميق صناعة الدواء في مصر قالت «غراب»: الشركة بدأت هذه الخطوة بتصنيع المادة الخام محليا وحاليا نستورد بعض الخامات الفعالة وغير الفعالة من الهند والصين، ولذا بدأت شركة «أكديما» في إنتاج مادة المضاد الحيوي «سيفالوسبورين» الذي يستخرج منه أكثر من 20 مستحضرا خاصة وأن شركة أكديما تستورد وحدها من 40 إلى 60 % من جملة ما يتم استيراده في مصر.
واختارت الشركة هذه المادة الخام نظرا لزيادة الطلب عليها وضمان تسويقها، محليا ونتفاوض حاليا مع إحدى الشركات العالمية بنسب محاصصة في الإنتاج ومراحل تطويره.
وعن الخبرات المصرية في مجال التصنيع الدوائي قالت «غراب»: صناعة الدواء في مصر بدأت في ثلاثينيات القرن الماضي، ولدينا خبرات وكفاءات كبيرة في هذا المجال وحاليا تم إضافة أقسام متخصصة في التصنيع بكليات الصيدلة، تزيد من ثقل الخبرات في هذا المجال، ومن المنتظر أن تستوعب صناعة الخامات كل هذه التخصصات.
وأوضحت أنه في مجال الخامات لا يوجد خبرات مصرية بالقدر الكافي ولذا تكون مصانع الخامات تحت إشراف شركات عالمية متخصصة في إنتاج الخامة، واتفقنا مع خبرائها أن يتواجدوا معنا لمدة 10 سنوات حتى يتم تدريب كوادر مصرية تستطيع القيام بالمهمة بنسبة 100%.
وأوضحت أن الشركة «بتكليفات رئاسية» أنشأت مصنعا لأدوية الأورام والأدوية البيلوجية وهو من المصانع التي تتطلب تكلفة عالية جدا وتحتاج إمكانات فنية ومالية عالية، وتم الانتهاء من المرحلة الأولى من مصنع أدوية الأورام وهو الأول من نوعه في الشرق الأوسط طبقا للمعايير الدولية، وسيتم تصدير بعض منتجاته للأسواق العالمية، ويفتتح في الربع الأول من العام المقبل.
وهذا المصنع مشروع عملاق يستوعب عددا من العمالة الفنية والعادية بالإضافة إلى توفيره لأدوية الأورام بشكل مستمر داخل مصر وتصدير الفائض إلى الخارج وجلب عملة صعبة، كما أن أسعار منتجاته ستكون أقل من نظيرتها المستوردة بنسبة تتراوح بين 40 إلى 60% .
وعن أزمة الأنسولين خلال الأشهر الأخيرة أوضحت «غراب» أن شركة أكديما تنتج 18 مليون عبوة خلال العام ومصر تستهلك 15 مليون عبوة بجوار الصنف المستورد ونتيجة لارتفاع سعر الدولار توقف الاستيراد نتيجة الأزمات العالمية مما ترتب عليها تعطل في سلاسل الشحن.
وبالتالي حدث نقص للمعروض في السوق، وبالتنسيق مع وزير الصحة بدأنا ضخ كميات أكثر وحاليا يتم ضح مليون عبوة شهريا لتفادي الأزمة، وأوضحت أن الشركة تصدر منتجاتها إلى 80 دولة منها: انجلترا ودول أمريكا الجنوبية وآسيا.
وعن سبب نواقص بعض الأدوية خلال الفترة الأخيرة أوضحت «غراب» أن الأزمة كانت بسبب نقص بعض الخامات نظرا للظروف العالمية التي يمر بها العالم من حروب أخرت عمليات الشحن في البحر الأحمر، مما اضطر بعض الشركات للتوجه نحو باب المندب.
وهو ما استغرق وقتا أكبر وكان سببا مباشرا في الأزمة بالإضافة إلى أزمة العملة الصعبة، وحاليا هناك إصرار من الدولة على حل مشاكل الدواء وأصبح له أولوية في توفير العملة الأجنبية مما أحدث انفراجة في الأزمة، وأوضحت أن استيراد مصر من الأدوية عموما لا يتعدى 9%، وحاليا ننتج ما استطعنا من الأدوية الأجنبية.
وأوضحت «غراب» أن توفير العملة الأجنبية أهم التحديات التي تواجه صناعة الدواء في مصر، ولو استقطعنا تقليل الاعتماد على المواد الخام المستوردة، وتوفير مستلزمات الصناعة محليًا يمكن تفادي كثير من المعوقات، وهو ما يحتاج إلى المضي قدما في توطين صناعة الدواء محليا.
وأشارت إلى أنه ضمن المعوقات اشتراط معايير دولية في هذه الصناعة وتم تلافي هذا الأمر بتطبيقها على المنتجات المصرية مما سهل عملية التصدير، وشددت على أنه لا بد أن يكون هناك دعم للصادرات حتى يمكن المنافسة في الأسواق العالمية، وتمنت أن يكون بــ «مصر للطيران» خطوط لإنشاء أسطول نقل جوي ليس لنقل الدواء فقط بل جميع البضائع المصرية.
وعن اهتمام شركة أكديما بمنظومة التدريب والبحث العلمي أوضحت «غراب» أن الشركة تهتم بتدريب وصناعة الكوادر المهنية من خلال منظومة تدريبية بالتنسيق مع بعض الجهات المهنية، لنقل الخبرات عبر الأجيال بالإضافة إلى حضور المؤتمرات والمعارض العالمية لاكتساب خبرات دولية.
وعن البحث العلمي قالت إن الشركة منذ عام 2017 ربطت البحث العلمي بالصناعة وخصصت جائزة «أكديما» لأفضل بحث علمي قابل للتطبيق، لأن كثير من الأبحاث يكون تطبيقها صعبا، وهذا الأمر كان تشجيعًا للباحثين للتركيز على نشر الأبحاث القابلة للتطبيق.
بالإضافة إلى ربط شركة «أكديما» ببعض المراكز البحثية مثل مركز البحوث في الدقي كما تم توقيع اتفاقية مع مركز الأبحاث في برج العرب، وطورنا أكثر من منتج وكان التعاون مثمرا جدا مع هذه الجهات البحثية.