تمهيد:
الهدف من دراسة ” السد الدوار.. محاولة لإعادة التوازن المائى والزراعى لمصر ” هو تضيق الفجوة بين الإنتاج والإستهلاك الزراعى لمصر وذلك عن طريق ثلاثة محاور وهى:
المحور الأول:
منع أى فقد لمياه النيل فى البحر وكذلك منع دخول مياه البحر إلى الدلتا وتمليحها, وذلك عن طريق إنشاء باب دوار عند بوغاز رشيد ودمياط يسمح بدخول وخروج مراكب الصيد ويمنع إختلاط مياه النيل ومياه البحر فى نفس الوقت. و المياه التى سيوفرها لنا هذا السد الدوار يمكن أن تساعدنا فى زراعة منخفض القطارة وتعمير سيناء, (براءة إختراع رقم : 28735, لسنة 2013).
المحور الثانى:
تطهير حقول الغام الساحل الشمالى للإستفادة من مياه الأمطار المتساقطة عليها فى قيام زراعة إقتصادية للقمح مع ريات تكميلية بالمياه المتوفرة بالسد الدوار, وأقترح لذلك إستخدام الموجات التصادمية المنبعثة من الطائرات الأسرع من الصوت فى توفير قوة رج وإهتزاز تستطيع تفجير ألغام الصحراء الغربية التى زادت حساسيتها للتفجير مع دخول عمرها إلى ما يقارب قرن من الزمان, (بحث مسجل بأكاديمية البحث العلمى برقم 435 لسنة 2000).
المحور الثالث
إعادة سريان الطمى فى مياه النيل عوضاً عن ترسيبه فى بحيرة ناصر وذلك لإعادة تخصيب الأرض الزراعية بسماد طبيعى, وأقترح لذلك إستخدام الموجات التصادمية المنبعثة من الطائرات الأسرع من الصوت أيضاكوسيلة إقتصادية وفورية تحقق الهدف المتمثل فى منع ترسيب الطمى فى قاع البحيرة.. فهى تستطيع إختراق مياه بحيرة السد العالى وتقليب ما فى هذه المياه من طمى فتمنع ترسب الطمى الوارد مع الفيضان الجديد وتكسبه دورة حياة طبيعية جديدة داخل تيار بحيرة السد, (بحث مسجل بأكاديمية البحث العلمى برقم 0555 لسنة 2015).
المحور الأول: الباب الدوار لزراعة منخفض القطارة وتعمير سيناء
الماء من الأيات الدالة على وجود الله فالماء أصل كل موجود وحى“وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ“
وقد كثر الكلام بعد الثورة عن مشاريع أقرب إلى الأمانى الطيبة مثل تحويل مياه نهر الكونغو المهدرة والملقاة فى المحيط الأطلنطى بكميات هائلة إلى مصر للإستفادة منها, فى حين أن كمية المياه العذبة التى يلقى بها النيل فى البحر الأبيضتبلغ 5 مليار متر مكعب سنويا (حوار السيد الدكتور وزير الرى لجريدة الوطن فى 13/08/2014). وهذه الكمية المهدرة إذا أحسن إستغلالها تستطيع أن تصنع فرقا سواء فى مياه الشرب أو مياه ترعة السلام المتجهه إلى سيناء, ومياه ترعة النصر والحمام المتجهه إلى الساحل الشمالى ومطروح وذلك فى تنميتهم والتوسع فى زراعة أراضيهم. فكلا الترعتان قريبتان من فرعى دمياط ورشيد وتتغذيان منهما بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.
ولو كان نهر النيل يجرى فى إسرائيل لما سمحت بإلقاء نقطة من هذه الكميات الهائلة فى البحرقبل أن تعود لتتكلم عن تحليه مياه نفس البحر مرة أخري أو الحلم بنقل مياه نهر أخر إليها. .
وسيحاول النيل شئنا أم أبينا إلقاء كميات كبيرة من مياهه العذبة في البحر كى تستمر المياه في الانحدار نحو الدلتا من جنوب مصر إلي شمالها.
وأظن إن إنشاء باب دوار عند نهايات فرعى رشيد ودمياط على سبيل المثال من شأنه الإبقاء على هذه الكميات المهدرة وإعادة التوازن المائى لمصر. فوجود مثل هذا الباب ثلاثى الأذرع سيسمح بحرية الملاحة مع تحقيق فاصل مستديم بين مياه البحر ومياه النهر عند كل درجة من درجات دورانه فلا يختلطان, (براءة إختراع رقم : 28735, لسنة 2013).
التصميم المقترح لباب دوار ثلاثى الأذرع يناسب مرور مراكب الصيد والقوات البحرية,وقطر دائرة دوران الباب ستسمح بعمل مناورة بسيطة للمرور منه
ودوران مثل هذا الباب أليا سيحتاج إلى موتور كهربائى متوسط القدرة, وسيحتاج أيضا إذا تطلب الأمر إلى قوة عضلية ممكنة لتدويره يدويا وذلك لإن ضغوط المياه متعادلة تقريبا على جميع أوجه أذرع الباب وجسم زراع الباب سيصنع من الخشب فيحمل الباب وزنه بنفسه بقوة الطفو.
وبواسطة الترع والقنوات الموجودة بالفعل والقليل منها الذى يمكن حفره تحول هذه الزيادات فى المياه إلى مآخذ مياه ترعة السلام المتجهه إلى سيناء وذلك على ما سيتم توفيره من مياه فرع دمياط , فسيناء تحتاج لملوحة أراضيها إلى مياه رى أكثر عذوبة من خليط مياه النيل والصرف الزراعى الواصلة إليها حاليا.
وأيضا بواسطة الترع والقنوات الموجودة بالفعل والقليل منها الذى يمكن حفره يمكننا تحويل ما يمكن توفيره من مياه فرع رشيد المهدرة فى البحر إلى منخفض القطارة لإستصلاحه وزراعته كما هو الحال فى منخفض الفيوم, وكذلك إلى ترعة النصر والحمام المتجهه إلى مناطق الساحل الشمالى ومطروح لتنميتهم خاصة بعد إزالة حقول الألغام التى تعوق تقدم ترعة الحمام غربا. كل ذلك بالتنسيق مع قناطر فارسكور وإدفينا وما قبلهما فى منظومة واحدة وبرنامج واحد يعمل على الإستفادة والحفاظ على كل قطرة من مياه النيل داخل مصر.
وطالما حافظنا على إبقاء مستوى منسوب مياه النهر خلف الباب مساوياً لمنسوب سطح مياه البحر أمامه ستستمر المياه الموجودة بين أزرع الباب فى الدوران مع الباب دون أن يطغى منسوب على منسوب ودون أن تختلط مياه النهر بمياه البحر وذلك لعدم وجود مبدأ الإستمرارية فى السريان The Flow Continuity بفضل الغلق المستمرلأزرع الباب لدائرة دوران الباب , فالماء الموجود بين أذرع الباب لن يرمى فى البحر أو العكس لعدم وجود سريان ماء خلفه يدفعه ويخرجه خارج أذرع الباب ليحل محله.
أما إن زاد إرتفاع منسوب مياه النيل خلف الباب عن منسوب مياه البحر أمامه لظرف عارض فلن نفقد فقط إلا الفرق بين إرتفاع المنسوبين بالسنتيميترات المكعبة الموجودة بين زراعين فقط من أزرع الباب الثلاثة مع كل لفة باب لدخول مركب أو خروج أخر وهذه الكمية حسابياً = ثلث مساحة دائرة الباب x فرق المنسوبان بالسنتيميترات.
أما فى حالة زيادة منسوب مياه النهر خلف الباب بشكل خارج عن السيطرة لسبب كارثى كوجود سيول على سبيل المثال أو تلوث يجب تصريفه فى البحر والحاجة إلى غسيل النهر فالباب مزود ببوابات طوارئ تفتح فى جسم زراع الباب نفسه فى إتجاه البحر علاوة على إمكانية فتح زراع الباب بالكامل وفقا للتصميم المقترح (مرفق) إذا إحتاج الأمر.
أما وإن حدث العكس وزاد مستوى سطح البحر لسوء أحوال جوية مثلاً فقد يكون الحل الأمثل فى غلق الباب حتى حين.
وبالإعتناء بالشكل الجمالى إلى جانب الشكل الوظيفى للباب الدوار يمكن جعلة أعجوبة من عجائب الدنيا ومزار سياحى كبوابة سيدنى وبوابات فينيسيا وقناة بنما, وذلك بعد أن تعودت أعيننا على كل ما هو كتلى وخرسانى وقبيح من كبارى وقناطر بدعوى أنها تؤدى وظيفتها وكفى, فى حين أن العالم يستغل وجود أنهاره لإنشاء كبارى وقناطر كالتبلوهات الفنية تسر الناظرين إلى جانب القيام بوظيفتها خير قيام.
فإذا حققت خطوة الباب الدوار التوازن المائى لمصر فأظن أننا لن نستطيع أن نستبقى مصر بعيدا عن شبح الفقر المائىإلا إذا غيرنا من نمط إستهلاكنا الشخصى للمياه النقية بإعتماد طرق وأساليب غير تقليدية تعمل على توفير والاستفادة من كل قطرة ممكنه من مياه الشرب. مثال على ذلك يمكننا توفير كميات كبيرة مهدرة من مياه الشرب النقية تستخدم فى تنظيف تواليتات المنازل والمبانى وأماكن التجمعات المختلفةعن طريق إعادة إستخدام مياه أحواض غسيل الأيدى فبل تصريفها مباشرة فى ماسورة التصريف الرئيسية للمبنىوذلك بملء خزان التواليتات بها بواسطة وصلة تصل بين الحوض والخزان مما يؤدى إلى توفير ألاف الأمتار المكعبة من مياه الشرب النقية يوميا وتحقيق خفض كبير وملحوظ فى متوسط الإستهلاك اليومى للفرد والأسرة والمبانى الخاصة والعامة مما سيعود عليهم بالنفع الاقتصادى أيضا وذلك نظير تكلفه زهيدة ستنفق فى تعديل التصميم التقليدى لشبكة صرف دورات المياه فى المبانى التى ما تزال تحت الإنشاء أو فى شراء مضخة رفع بسيطة إذا إحتاج الأمر فى المنازل والمبانى القائمة تشبه المضخة الموجودة فى أحواض تربية أسماك الزينة والتى ستأحذ حركتها من ضغط المياه المتدفقة فى أنابيب مياه الشرب النظيفة(بحث مسجل بأكاديمية ب ع برقم 331/2003).
زراعة منخفض القطارةعلى المياه المتوفرة بالسد الدوارلإعادة التوازن الزراعى لمصر:
ما أتصوره عن تعمير الصحراءوقد يتصوره معى أخرين هو أن تصبح الصحراء مساحات وواحات زراعية ورعوية فى مناطقها الغنية بالأمطار والمياه الجوفية, ومدن ومراكز سكانية قائمة على التعدين وأعمال المناجم وإستخراج البترول ومحطات عملاقة لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية, وأماكن جذب سياحى قائمة على الأثار والمعابد والأديرة وعلى عجائب الطبيعة بها مثل الصحراء البيضاء ووادى حيتان.
ولست كذلك مع الرأى السائد فى أوساط علماء مصر بتخزين مياه البحر الأبيض فى منخفض القطارة من أجل توليد الكهرباء لفترة محدودة من الزمان تنتهى بإمتلاء المنخفض بمياه البحر ,فلهذا الرأى خطورته على تسرب مياه البحر المالحه لمخزون مياه الصحراء الجوفى العذب وتمليحه. أما الرأى بتخزين مياه النيل فى المنخفض بدلا من مياه البحر الأبيض فلهذا الرأى طرافته, فأى كمية يتم توفيرها من مياه نهر النيل على قلة إيراده سترمى فى المنخفض على إتساع مساحته التى تقترب من مساحة دولة الكويت ستكون أشبه بمن يلقى كوب ماء بارد على سطح صفيح ساخن فمصيرها إلى البخر.
ولكنى أميل إلى زراعة منخفض القطارة نفسه بمساعدة ما سيتم توفيره من مياه فرع رشيد للأسباب الأتية:-
أولا) المنخفض غنى بمياهه الجوفية وبمياه الأمطار سواء الساقطة عليه مباشرة أو التى يمكن أن تحول إليه من مناطق الساحل الشمالى المشغولة بالمدن والقرى السياحية المواجهه للمنخفض والتى لا تحتاج لها,والمنخفض أيضا قريب من خزان المياه الجوفى الموجود أسفل الدلتا والمتجدد بمياه النيل والذى يقدره بعض الخبراء بمئات المليارات من الأمتار المكعبة. و يمكننا أيضا إصطياد وإستخلاص وتكثيف بخار الماء الموجود فى الشبورة المائية التى تغطى المنخفض صباحا فى الشتاء عن طريق فرد شبك من البلاستيك شبيه بشبك صيد الأسماك وذلك على إمتداد المناطق المزروعة ليتكثف عليه بخار الماء العالق فى الشبورة المائية ويجمع فى شبكة الرى بالتنقيط ليستفاد منه, فالشبك البلاستيك له نفس ملمس ونعومة اللواح الزجاج ولكنه سيمتاز عنه برخص السعر وعدم صده للهواء فيمكن بذلك إستخدامه على نطاق واسع. . وكل هذه المياه تصلح لزراعة إقتصادية للقمح مع ريات تكميلية بالمياه التى سيتم توفيرها من مياه النيل المهدرة فى البحر والتى ستصل إلى المنخفض بالترع والقنوات كما هو الحال فى زراعة منخفض الفيوم ودون الحاجة إلى محطات رفع عملاقة كما فى مشروع توشكى.
ثانيا) مساحة منخفض القطارة مع النطاق الممطر المحيط به من الشمال خاصة بعد إزالة حقول الألغام من هذا النطاق تقارب مساحة الأراضى الزراعية بوادى ودلتا النيل مما قد يؤدى إلى إنشاء مجتمعات عمرانية حقيقية جديدة تستوعب المزيد والمزيد من الزيادة السكانية ومضاعفة مساحة مصر الزراعية بدلا من إهدار هذه المساحات بتحويلها إلى خزان للمياه المالحة يملح ما حوله من أراضى, الأمر الذى قد يضر على المدى الطويل بأراضى الدلتا الزراعية المتاخمة له فيملحها بدلا من أن نضاعف مساحتها. .
وميول المنخفض متدرجة من ناحية الشرق والجنوب بتدرج شبيه إلى حد قريب بميول منخفض الفيوم مما يجعل المنخفض من ناحية الشرق إمتداد متصل للوادى والدلتا دون عوائق طبيعية أو حقول الغام تستعصى على الإزالة وذلك عكس حوافه الشمالية والغربية ذوى الحوائط الصخرية الممتدة من شماله إلى غربه بإرتفاعات تتراوح ما بين 200 متر إلى 350 متر وبمنحدرات عميقة تصل إلى 134 متر, وبواجهة بحرية موبؤة بحقول الغام ذات شهرة عالمية سيئة.
ثالثا) إن كانت قضية مواجهة الطلب المتزايدلمدن ومنتجعات الساحل الشمالى ومطروح على الطاقة الكهربائية فى فصل الصيف القائظ الحرارة هناك هى القضية الملحة فالحلول كثيرة والبدائل متوفرة ومنها:.
أ) من خريطة طبوغرفية منحفض القطارة يتضح أن منطقة الحدود الغربية للمنخفض صاحبة أخفض مساحة به (134 م), فهى أنسب موقع لتجميع مياه الصرف الزراعى للمشروع بكامله لتقوم بدور بحيرة قارون لمنخفض الفيوم.فإن كان لا مفر من توليد الكهرباء بتساقط مياه البحر فى منخفضالقطارة فيمكن إستغلال بحيرة الصرف هذه فى ذلك ولكن بشرط أن يكون معدل تصريف مياه البحر بها يقترب من معدل تبخر هذه المياه يوميا وأن تعمل توربينات توليد الكهرباء صيفا فقط وبكامل طاقتها نهارا وذلك حتى لا تمتلىء بحيرة الصرف الزراعى بمياه البحر ويكون لدى مياه البحر الفرصة للتبخر أولا بأول. وبهذا التصور لن نحتاج إلى شق قناة من البحر للمنخفض ولكن يكفى بدلا منها خط أنابيب بقطر مناسب فتنخفض التكاليف كثيرا.
ب) منطقة الساحل الشمالى ومطروح بها العديد من المطارت المدنية والقواعد الجوية وأظن إنها أماكن غنية بطاقة حركة غالية ولكنها مهدرة ولا يلتفت إليها أحد وهى طاقة غازات العادم المنطلق من محركات الطائرات بسرعات وبكميات هائلة تستطيع أن تدير توربينات الرياح (بحث مسجل بأكاديمية ب ع برقم 1738/2012), فيصبح لكل مطار من مطارات الساحل الشمالى مزرعة رياح مثل الموجودة بمنطقة الزعفرانة تغذيه وتغذى ما حوله بالطاقة الكهربائية.
توزيع توربينات الرياح فى بداية ممر الإقلاع ومنحنى الدخول إليه والرسم يوضح المسافة والمدى التى تصل إليه غازات عادم المحرك سواء فى حالة الإستعداد للإقلاع أو عملية الإقلاع نفسها.
المحور الثانى: سلة غذاء العالم القديم الملغومة
وتبقى مشكلة مصر المزمنة وهى أراضيها المطيرة بالساحل الشمالى الموبؤة بألغام الحرب العالمية الثانية والتى تحوى تحتها مخزون المياه الجوفى لمصر.وستظل تنمية إقليم القطارة والصحراء الغربية ناقصة إن لم تزال هذه الألغاموالتى إستعصت على الإزالة منذ أربعينيات القرن الماضى.
ولأن طبيعة هذه الحقول فريدة من نوعها فهى تحتاج منا إلى إستنباط وإبتكار حلول فريدة أيضا لإزالتها تتجاوز الحلول التقليدية المطروحة وأساليب الإزالة المعروفة وتوظف جميع الإمكانات المتاحة لإزالتها وبأقل قدر ممكن من التكاليف.
والفكرة التى سأعرض ملخصها بعد (بحث مسجل بأكاديمية البحث العلمى برقم 435 لسنة 2000) هى محاولة منى لكسر هذا الإطار الجامد والدائرة المفرغة التى ندور فيها منذ أكثر من 70 عام, دون أن نجتهد فى إبتكار وسائل إزالة أخرى تناسب حقول الغامنا شاسعة المساحات (22% من مساحة مصر) كثيفة العدد (20% من الغام العالم).
ملخص الفكرة:
يصدر عن حركة الطائرات فى الهواء إنبعاث عدد لا نهائى من موجات الضغط تتحرك مع الطائرة فى دوائر مركزها الطائرة نفسها وتتقدم هذه الموجات بسرعة ثابتة دائماً تقدر بسرعة الصوت ومقدارها 331.4 م/ث والتى تسمى 1 ماخ. وكلما تقترب سرعة الطائرة من سرعة الصوت, تقترب هذه الموجات من بعضها البعض مكونة موجة ضغط مركزة وقوية تسمى بالموجة الصدمية أو موجة الماخ.
ستتعرض منطقة تقاطع الموجة مع سطح الأرض إلى قوة رج وإهتزاز شديدين شبيهه بعملية (تنفيض السجادة) أو ما يسمى بظاهرة unrolling celebrity carpet وذلك نتيجة لتأثر هذه المساحة من حقل الألغام بالموجات الصوتيه الصادره من الطائرة والمنطلقه فى جسم مخروط الموجة.
فإذا إستمر الطيار فى تكوين الموجة وسحبها خلف طائرته ماسحاً بها الصحراء الغربيه فسيتأثر حقل الألغام بالآتى:
- قوة ضغط وإصطدام موجودة عبر المستوى المماسى لموجات الضغط.
- قوة رج وإهتزاز شديدتين فى منطقة ذيل الموجة لوجود موجات صوتية ذات تردد بها.
وقوى الضغط والاصطدام الناتجة عن الموجة الصدمية لا يستهان بها, ففى عام 1970 لاحظ طبيب المانى يعمل فى قاعدة جوية أمريكية أن الحجارة والحصى تتفتت تحت أى طائرة تكون الموجة الصدمية فإهتدى إلى طريقة تفتيت حصوات الكلى بإستخدام الموجات الصدمية.
أما عن قوى الرج والإهتزاز الناتجة عن الموجة الصدمية, فستعمل هذه القوى على تحرير زناد طارق مفجر اللغم خاصة فى الألغام التى ضعفت أجزائها ومكوناتها الداخلية مع مرور الزمن والتى سيكون تفجيرها مثاليا إذا تكونت دائرة الرنين بينها وبين اللغم. بالإضافة إلى أن الأبخرة التى تصاعدت من مادة TNT وملئت فراغات اللغم مع طول بقاء اللغم فى الصحراء وإرتفاع حرارتها فهذه الأبخرة تشتعل وتنفجر بمجرد الرج والإهتزاز..
وبذلك يحدث فى النهاية التكامل بين عامل السرعة والقدرة على كسح مساحات شاسعة ورسم خرائطها فى وقت وجيز وبأقل التكاليف المتمثل فى إستخدام الموجات الصدمية وبين عامل الدقة المتمثل فى إستخدام الطرق الأخرى القائمة على البحث والإكتشاف والإزالة والتنظيف لتتشكل فى النهاية منظومة متكاملة للتطهير.
ولن تتأثر الطائرة المنفذة بالتفجيرات الناتجة عن عمليات التطهير وذلك لسرعة الطائرة العالية ووجود الطائرة على إرتفاع أعلى من المدى المؤثر لإنفجار اللغم ولحدوث جميع الإنفجارات خلف الطائرة نتيجة لتكون الموجة الصدمية المنبعثة من الطائرة والمفجرة للألغام خلف الطائرة بالإضافة إلى المدى المحدود للموجات الانفجارية والذى يقدر بالأمتار وتلاشيها بعد ذلك فيحد ذلك كثيراً من تقدم جبهات الموجات الإنفجارية خلف الطائرة.
وللبرهان على فاعلية الموجات الصدمية فى تطهير حقول الألغام القديمة هذه الحادثة التى وقعت مؤخرا:-
http://www.masrawy.com/news/regions/2013/August/24/5701344.aspx
مصدر عسكري: انفجار ألغام بالكيلو 17 جنوب بورسعيد
صورة لأحد الألغام
8/24/2013 4:42:00 PM
بورسعيد – طارق الرفاعي
أكد مصدر عسكري مطلع ،اليوم السبت، ان الانفجارات الثلاثة التي هزت أرجاء مدينة بورسعيد ، ترجع لإنفجار ألغام من مخلفات الحروب بالكليلو 17 جنوب المدينة
وأضاف المصدر لـ”مصراوي” ان انفجار الألغام تزامن مع اختراق طائرات حربية لحاجز الصوت أثناء تدريب الطيارين المصريين في سماء بورسعيد بالطائرات ”اف 16
من جانبه أكد الدكتور حلمي العفني ،مدير الشئون الصحية بالمحافظة، عدم استقبال كافة المستشفيات الحكومية و الخاصة أي حالات وفاة أو اصابات، نتيجة لتلك الانفجارات الثلاثة، في الوقت الذي أكدت مديرية أمن بورسعيد في بيان لها عدم تلقيها أي بلاغات من الأقسام الشرطية بشأن وقوع اصابات نتيجة انفجارات داخل دائرتهم الشرطية.
المحور الثالث: نيل بلا طمى جواد بلا فارس
أظن وقد يظن معى كثيرين أن العصر الذهبى للزراعة فى مصر لن يعود قبل أن يعود جريان الطمى فى نيل مصر كما كان حاله قبل بناء السد العالى.
فإن كان النيل مائه سقيا للزرع فطميه هو غذائه وسماده الطبيعى الذى لا بديل عنه وإن عوضته الدولة بملايين الأطنان من الأسمدة والمخصبات الكيماوية.
وبالطبع لم يخفى ذلك عن جيل الأباء المصممين والمنفذين للسد العالى تلك المعجزة الهندسية التى حمت مصر من موجات جفاف ضربت أفريقيا بلا هوادة فى ثمانينات القرن الماضى, فكان التصميم الأساسى للسد العالى يقضى ببناء أكثر من سد على إمتداد بحيرة ناصر وبتناوب عمليتى الفتح والغلق لبوابات هذه السدود سيدفع تيار المياه العابرة لها والخاليه من الرواسب كميات الطمى المتراكم أمامها.
وأظن الأن ليس أمامنا بعد إكتمال إنشاء سد أثيوبيا وبدء عمله بكامل طاقته إلا التعامل مع الوارد الجديد لطمى النيل والذى كان يقدر قبل بناء السد العالى بحوالى 125 مليون طن فى موسم الفيضان الذى يستمر لثلاثة أشهر وتبلغ ذروته عادة فى الأيام العشر الأخيرة من شهر اغسطس. لنبدأ بعد مرحلة تشغيل سد أثيوبيا بكامل طاقته فى التعامل والإستفادة بكل ما سيجود به النيل ومنابعه الإستوائية الأخرى وما سيسمح به سد أثيوبيا من كميات طمى متوقع أنها ستكون بالطبع أقل من المعتاد وصولها لبحيرة ناصر قبل ذلك سنويا, وأيضاً النظر إلى كميات الطمى المترسبة فى بحيرة ناصر والتى تصل إلى 7 مليار متر مكعب على أنها مخزوننا الإستيراتيجى منه الذى لا يقل أهمية عن البترول والغاز الطبيعى.
فإن حالت تضاريس نهر النيل عن إنشاء هذه البوابات المتوالية التى تحقق هذا التيار المانع لترسب الطمى فى بحيرة ناصر, وإن كنا نبحث عن وسيلة إقتصادية وفورية تحقق نفس الهدف المتمثل فى منع ترسيب الطمى بها فسنجد غايتنا أيضا فى الموجات التصادمية المنبعثة من الطائرات الأسرع من الصوت.. .فالمعروف عن الموجاتالتصادمية أن طاقتها تستهلك فى تقليب تربة الأرض تحتها بما يسمى ظاهرة تنفيض السجاد unrolling celebrity carpet, ولأن الموجات الصدمية هى فى الأساس موجات صوتية قادرة على السريان فى الغازات والسوائل والمواد الصلبة فهى تستطيعإختراق مياه بحيرة السد العالى والوصول إلى أعماق كبيرة وتقليب ما فى هذه المياه من طمى فتمنع بذلك ترسب الطمى الوارد مع الفيضان الجديد وتكسبه دورة حياة طبيعية جديدة داخل بحيرة السد بإستلام هذا الطمى من تيار مياه النيل القوى فى منطقة ما قبل البحيرة وتسليمه إلى تيار مياه البحيرة الواصل فى النهاية إلى جسم السد العالى. ونتيجة لتناهى صغر حجم ووزن جزيء الطمى فسيظل عالقا فى تيار مياه بحيرة السد لمسافات طويلة ليكمل رحلته داخل البحيرة حتى يصل فى النهاية إلى جسم السد العالى ويستمر فى إكمال دورته الطبيعية فى مجرى النيل حتى المصب.
فبالتركيز على تسليط هذه الموجات التصادمية على الأماكن التى تنخفض عندها سرعة المياه مثلمدخل بحيرة السد العالى بسبب زيادة مساحة سطحها عن مساحة المجرى المائى قبلها, ومتوسط عرض البحيرة هناك 12 كم تستطيع الطائرة إجتيازها وهى على سرعة الصوت مع تقليب مياهها بالموجات الصدمية الصادرة عنها فى ثوانى معدودات وذلك قبل أن تكتسب المياه عند هذه الأماكن خواص الركود Stagnation Properties التى ينتج عنها ترسيب ما تحمله المياه من طمى وما سيترتب على ذلك من زيادة قدرتها كمياه رائقة على نحت قاع النيل ونحر ضفته وجسوره وقناطره بعد تخلصها من حمولتها الثقيلة من الطمى التى كانت تزن إيقاع حركتها. . وكذلك بتسليطها على مياه بحيرة ناصر عند الأماكن السابق إقتراحها لبوابات السدود المتوالية وفى التوقيتات التى كانت ستفتح وتغلق فيها خاصة فى وقت الفيضانوفى عشرة أيام ذروته أو عند أماكن إشتداد تيار مياه البحيرةوذلك لنستعيض عن طاقة حركة المياه التى كانت ستخزنها السدود المتوالية بطاقة حركة الفيضان التى لا تقل عنها قوة, ويكون ذلك بمثابة الإثارة والإنعاش للمياه أثناء إجتيازها لبحيرة ناصر حتى تصل إلى جسم السد, (بحث مسجل بأكاديمية البحث العلمى برقم 0555 لسنة 2015).
لكن هذا الدفع المستمر للطمى فى إتجاه السد العالى ولعدم وجود إلا نفق رئيسى واحد موجود أسفل جسم السد تمر منه المياه إلى محطة توليد الكهرباء فيجب الحذر من ترسب الطمى وتراكمه فى مجرى تيار هذا النفق وأمام جسم السد. ولمنع ذلك أقترح وجود آلية كالمنجنيق فى قاع البحيرة أمام جسم السد لدفع وحقن الطمى المترسب عليها أولا بأول إلى داخل تيار مياه النفق والموجود مدخله أيضا قريبا من مستوى قاع البحيرة (كما بالرسم التخطيطى) على أن تشيد هذه المجانيق فى أكثر الأماكن توقعا لهذه الترسبات الجديدة وتأخذ حركتها القاذفة للطمى بواسطة أوناش عائمة فوقها فيما يشبه ماكينة خلط الخرسانة وإصعادها إلى الأدوار العليا التى يستخدمها عمال البناء.
إن إعادة سريان الطمى فى نيل مصر يلزم له معركة لا تقل أهمية عن معركة بناء السد نفسه. فإن كان السد العالى قد حمى مصر من نوبات جفاف ضارية فإن الطمى هو الترياق لأرضنا الزراعية المحافظ على شباب تربتها والمجدد الوحيد لخصوبتها التى تدهورت كثيرا الأن والمدافع المسؤل عن إيقاف البحر الأبيض عند حده ومنعه من إغراق الدلتا بتعليتها 1 مليمتر كل عام مع تدعيم رصيفها القارى أمام البحر. وتلك المعركة تستحق منا الإستمرار فى الضغط على أثيوبيا لتجرى التعديلات الفنية اللازمة على سدها التى تضمن عدم حرمان شركاؤها فى النهر من خيراته وحصصهم التاريخية فى مياهه وطميه وقبل أن تصبح طنطا عروس البحر الأبيض.
مهندس/ إسماعيل حماد
E/mail: [email protected]
Mob: 01006018732