يحاول كبار منتجي النفط في أوبك بلس – خاصة السعودية وروسيا – تخفيض إنتاجهم في محاولة لرفع الأسعار لمستويات معقولة، وبعدما بدأت تلك السياسات تؤتي ثمارها وترفع أسعار النفط لأعلى مستوياتها في عدة أشهر، خرجت تقارير إعلامية أخرى أثارت احتمالات بنمو الإنتاج لدى المنتجين الأصغر حجمًا في التحالف.
وكان المنتجون الأصغر حجمًا في التحالف يعانون من مشكلات هيكلية في الإنتاج، فإما من لديها مشكلات حدودية على وشك الحل، أو من لديها حروب أهلية أثرت سلبًا على نفطها، فإلى أي مدى ستؤثر تلك التحركات على سياسات كبار المنتجين؟ وهل ستعيد السعودية وروسيا النظر في تخفيض أعمق للإنتاج؟
السعودية تمدد الخفض الطوعي للإنتاج
اتفقت منظمة “أوبك بلس”، والتي تضم منظمة البلدان المُصدرة للبترول وحلفاء بقيادة روسيا، على اتفاق واسع النطاق في أوائل يونيو الماضي، لتقليص الإمدادات حتى نهاية عام 2024، وأعلنت السعودية في ذلك الوقت عن الخفض الطوعي الإضافي الذي أوصل إنتاجها النفطي إلى أدنى مستوى في عدة سنوات عند 9 ملايين برميل يوميًا.
ومددت المملكة هذا الخفض الطوعي بمليون برميل يوميًا لعدة أشهر أخرى، ليشمل يوليو ثم أغسطس وأخيرًا سبتمبر، مع توقعات من قبل الخبراء بتمديد إضافي لشهر أكتوبر المقبل.
وفي إطار اتفاق أوبك بلس في يونيو الماضي، قررت روسيا تمديد خفضها الطوعي للإنتاج – الذي كانت بدأته في مارس الماضي – ليشمل الأشهر المقبلة حتى نهاية العام المقبل 2024.
تخفيضات روسيا والسعودية تؤتي ثمارها
تم اتخاذ تلك القرارات من قبل أكبر منتجين في أوبك بلس سعيًا منهما لرفع الأسعار العالمية للنفط، والتي كانت عند مستويات متدنية للغاية في ظل تزايد توقعات الركود الاقتصادي وانخفاض الطلب الصيني.
ونتيجة لتلك القرارات، زادت أسعار النفط الخام بأكثر من 10 دولارات، حيث كان يتم تداول خام برنت في أوائل يونيو الماضي عند مستويات 73 دولارا للبرميل، ليصعد بالقرب من 85 دولارا مع نهاية الأسبوع الجاري، الجمعة 25 أغسطس.
توقعات سيتي جروب
قدرت “سيتي جروب” أن خمسة دول كانت تعاني مشاكل في الإنتاج، وهي إيران والعراق وليبيا ونيجيريا وفنزويلا، قد تضيف نحو ما يقرب من 900 ألف برميل يومياً من الإنتاج هذا العام، وعلى الأقل نفس المستويات خلال العام المقبل وهو ما يكفي لتلبية النمو القادم في الطلب على النفط، وفقًا لبلومبرج.
عودة الحياة من جديد لإيران وفنزويلا والعراق
وكان إنتاج النفط الإيراني يعاني تحت وطأة العقوبات الأمريكية بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي في 2021، ليصل في ذلك الوقت إلى 2.3 مليون برميل يوميًا، إلا أنه عاود الصعزد مجددا مدفوعًا بزيادة الطلب الصيني، ومن المتوقع أن يسجل الإنتاج بنهاية سبتمبر المقبل 3.4 مليون برميل.
كما تتقدم المحادثات بين العراق وتركيا بشأن إعادة تشغيل الخط الواصل بين شمال العراق وميناء حيهان التركي لتصدير النفط، كذلك حسنت نيجيريا الأمن في منطقة دلتاها الغنية بالنفط المضطربة، وتجري فنزويلا محادثات مع واشنطن بشأن تخفيف العقوبات، وحتى ليبيا، التي عانت منذ فترة طويلة من عدم الاستقرار، لديها القدرة على التوسع في الإنتاج.
نتيجة لذلك، يرى بنك “سيتي” أن المملكة العربية السعودية، أكبر منتج في منظمة “أوبك بلس”، وروسيا -والذين خفّضوا الإنتاج هذا العام لدعم أسعار النفط الخام – قد يواجهون ضغوطاً لخفض الإنتاج بشكل أكبر، مع إعادة التفكير بأن مستويات الخفض الحالية لم تعد كافية لتقديم الدعم اللازم لرفع الأسعار.
فهل سيكون ذلك موضع نقاش أساسي في اجتماع أوبك بلس المقبل؟، وهل ستقدم السعودية وروسيا مفاجآت جديدة وتخفض الإنتاج بأكثر من المتوقع؟
للمزيد : تابعنا موقع التعمير ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك التعمير