لا زال العديد من أباطرة المال والأعمال في روسيا يجنون أرباحاً بالمليارات، بمن فيهم رجال أعمال مقربين من النظام، وذلك على الرغم من العقوبات الغربية المفروضة على موسكو منذ أكثر من عام بسبب الحرب على أوكرانيا والتي بدأت في فبراير من العام الماضي.
وأظهر تقرير نشرته وكالة “بلومبرغ” الأميركية، واطلعت عليه “العربية نت”، أن خمسة مليارديرات في صناعات النفط والنيكل والأسمدة هم أصحاب أعلى أرباح في روسيا، ولا يبدو عليهم أنهم تأثروا سلباً بالعقوبات الغربية المفروضة على بلادهم.
وبحسب التقرير فان هؤلاء المليارديرات الخمسة تلقوا نحو 10 مليارات دولار من مدفوعات شركاتهم منذ بداية العام 2022، وهو ما يتعارض مع ما أعلنته العديد من الشركات الروسية بأنها علقت أو ألغت مدفوعات الأرباح في أعقاب العقوبات الغربية المفروضة على البلاد بسبب حرب أوكرانيا.
ويقول تقرير “بلومبرغ” إن هذه المليارات التي يجنيها هؤلاء يكشف كيف أن “النخبة الروسية تتكيف مع واقع ما بعد الحرب”، إلا أن التقرير يقول إن هؤلاء الأباطرة رغم ذلك ما زالوا يشعرون بلسعة العقوبات.
وقالت ليانا سيمشوك، المحللة في شركة الاستشارات البريطانية “سيبلين” إن العقوبات الغربية أغلقت الأبواب في وجه المليارديرات الروس ودفعتهم عن كثب إلى أيدي الكرملين.
وقالت مصادر مطلعة الشهر الماضي إن فاجيت أليكبيروف، المؤسس المشارك لشركة (Lukoil PJSC) ثاني أكبر منتج للنفط في روسيا، قدم عرضاً لشراء حصة مسيطرة بمليارات الدولارات في شركة “يانديكس” وهي شركة تكنولوجيا تملك محرك البحث المهيمن في روسيا.
ويستعرض تقرير “بلومبرغ” كيف استطاع المليارديرات الروس الافلات من العقوبات الغربية، ومن بينهم الرجل الأغنى على الاطلاق في روسيا، وهو الملياردير فلاديمير بوتانين، الذي هو أكبر مساهم في عملاق التعدين (MMC Norilsk Nickel PJSC) حيث تفرع مؤخراً إلى قطاع التمويل، واشترى حصة 35% في شركة (TCS Group Holding Plc)، المعروفة باسم (Tinkoff Bank)، وهو إحدى شركات التكنولوجيا المالية الرائدة في روسيا. كما اشترى حصصاً في شركات أخرى من أجل التوسع في استثماراته وتنويعها والتقليل من أثر العقوبات الغربية التي تستهدف بلاده.
وبالنسبة لأصحاب المليارات في مجال الطاقة مثل أليكبيروف وليونيد ميخلسون وجينادي تيمشينكو، تم تحفيز المدفوعات الكبيرة بسبب ارتفاع أسعار الطاقة من الغزو الروسي لأوكرانيا .
ومنحت شركة (Novatek) أكبر منتج للغاز الطبيعي المسال في روسيا المساهمين أعلى توزيعات أرباح في تاريخها.
كما حقق منتج الأسمدة الملياردير أندري جوريف أكبر أرباح على الإطلاق العام الماضي حيث تسبب تشديد الخدمات اللوجستية للمنتجين الروس في حدوث عجز في بعض الأسواق، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار.