منوعات

"عرق الفلاح بيروى الأرض".. عم أحمد 55 عامًا من الكفاح فى الزراعة (صور)

عنوانه الكفاح والعمل، من طلعة الفجر حتى أذان الظهر يعمل فى غيطان محافظة الشرقية، يتحدى البرد بابتسامة الرضا والعوض الجميل، الذى يأمل أن يجده مستقبلا فى زيارة الأراضى المقدسة وتأدية العمرة.

العم “أحمد” أحد الفلاحين المصريين الذين كرسوا حياتهم لخدمة الأرض الزراعية، حتى أصبحت أهم وأقدس ما لديهم، يلقون فيها من عرق جبينهم وينثرون بين جزئيات طينتها نفحات إخلاصهم فى العمل، فيحصدون خيرا في كل مكان وثمرا تجعلهم يرون نتيجة عملهم ونجاحهم أمام أعينهم، هكذا “العم أحمد” لا ينظر للمجهود الذى بذله فى الانتهاء من ذلك، ولكن كل ما يفكر فيه هو أن يظل يعطى الأرض فتجود عليه بكل ما تحمل من خيرات.

قصة كفاح العم “أحمد محمد إبراهيم” صاحب الـ64 عاما ابن مركز بلبيس بمحافظة الشرقية، تحتاج إلى صفحات  عديدة لتسطير مدى حبه للزراعة والغيطان وكفاحه منذ كان عمره 9 سنوات، عاملا فى الحقول الزراعية بأجر يومى حتى تمكن من تربية وتعليم أبنائه الخمسة ولا يزال يؤدي رسالته فى زراعة المحاصيل بغيطان الشرقية والعمل بعزم فى مواسم الحصاد.

مولود فيها”.. لخص العم” أحمد” كل قصة كفاحه وحبه للأرض الزراعية فى كلمتين بطريقة اهل الريف وعفويتهم قائلا: طلعت لقيت نفسى فى الأرض وتعلمت فى المدارس حتى الصف الرابع الإبتدائي وبسبب الظروف المعيشية لأسرتي اكتفيت بالتعليم عند هذا الحد، وكانت الزراعة هي المدرسة الأهم فى حياتى، حيث اتجهت للعمل فى الفلاحة فى غيطان مركز بلبيس، وكان لنا قطعة أرض ايجار قدم من إحدى العائلات العريقة، وكنت أعكف على زراعتها، إلى أن اتجهت للعمل ضمن العمالة الزراعية بحقول محافظة الشرقية، خمسين قرشا كانت أول أجر يحصل عليه العم “احمد” نظير عمله فى مواسم الزراعة والحصاد.

يستيقظ العم “أحمد” صوت إذاعة القرآن الكريم كل صباحا، يبدأ يومه بتأدية الصلاة ثم ينتظر مقاول الأنفار يناديه ليتجه مع مجموعة من زملائه من رجال وسيدات، للمشاركة فى حصاد المحاصيل الشتوية ” البطاطس والفراولة” من السادسة صباحا حتى أذن الظهر، مقابل أجر 100 جنيه، دون مراعاة للبرد القارس، رافعين شعار العمل كفاح.

وتابع الفلاح الوفى للأرض، أن مواسم الحصاد تمثل له فرحة عارمة، مثل فرحة الطالب بشهادته نهاية العام، فلحظة استخراج الثمرة من باطن الأرض لا يشعر بفرحتها إلا من قام بزراعتها ينتظرها منذ كانت بذرة فى باطن الأرض يرويها ويرعاها مثل ابنه حتى تزهر أمامه فينشرح قلبه ويزيل همه، بحصاد المحصول وجنى ثمار عرقه وجهده فى الأرض.

رزق الله العم “أحمد” بخمسة أبناء أربعة بنات وولد، عكف على تعليهم  تعليم متوسط وجامعى وسترهم جميعا بالزواج، ويزال يعمل فى الغيطان مقابل قوت يومه وزوجته لكى يوفر ما يكفيه شر السؤال، ويجد ما يدبره لكى يزور بناته مقدما لهم المواسم السنوية كعادة أهل الريف، فهو يرى فى مهنته عامل زراعى واجب وطنى يؤديه وليس بمجرد إنتهاء رحلته فى تربية وتعليم الأبناء ينهى عمله.

يدعو الفلاح الستينى الله فى كل صلاة أن يطيل عمره حتى يتمكن من الذهاب إلى المملكة السعودية لتأدية العمرة وينهى بها حياته، بعد رحلة عمل بالغيطان امتدت لأكثر من 55 عاما، ساعيا على أكل عيشه بالحلال.


العم أحمد جندى مجهول فى غيطان الشرقية  

 

العم أحمد جندى مجهول فى غيطان الشرقية (2)
العم أحمد جندى مجهول فى غيطان الشرقية  

 

العم أحمد جندى مجهول فى غيطان الشرقية (3)
العم أحمد جندى مجهول فى غيطان الشرقية  

 

العم أحمد جندى مجهول فى غيطان الشرقية (4)
العم أحمد جندى مجهول فى غيطان الشرقية 

 

العم أحمد جندى مجهول فى غيطان الشرقية (5)
 
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى