بدأت محافظة دمياط الاستعدادات لاستقبال مولد العارف بالله “فاتح بن عثمان الأسود التكرورى” أو “أبو المعاطى” كما عرف عنه، حيث تفصلنا أيام قليلة عن الاحتفال به.
ويحتقل أهالى دمياط من كل عام، بمولد سيدى أبو المعاطى فى التاسع من شعبان، ويستمر لمدة أسبوع، ويشارك فيه أصحاب الطرق الصوفية، كما يحضره المريدون من كل مكان فى مصر، خاصة منطقة الدلتا.
العارف بالله “فاتح بن عثمان الأسود التكرورى” أحد أعمدة التصوف فى عهد المماليك، جاء إلى مصر قادماً من مراكش بصحبة السيد البدوى وعبد الرحيم الدسوقى، اتجه إلى محافظة دمياط ليرثى قواعد التصوف فكان بمثابة طوق النجاه لمتصوفى المحافظة آنذاك.
عمل قفاصاً ليوفر قوت يومه، سكن بجوار مسجد “عمرو بن العاص” ليشيد منزله والذى تحول بعد ذلك إلى مسجد.
عرف عنه كثرة العطايا فكانت تقصده الأهالى للدعاء لهم، فأطلق عليه “أبو المعاطى” كناية عن كثرة عطاياه.
استمرت رحلته مع التصوف، أخذ على عاتقه الاهتمام بالمساجد والمتصوفين، عرف عنه الزهد، وقدم الكثير من المواقف التى كانت سببا فى الحفاظ على تاريخ دمياط حين تصدى لبطش المماليك، حتى مات فى 695 هجرية.
مواقفه
عاش”أبو المعاطى” عثرات دمياط إبان الحملة الفرنسية، شهد صراعات المماليك على عرش مصر، فكان له مواقفه المشهوده فى إنقاذ دمياط حينما أمر أحد الخلفاء بهدمها ومحو آثاراها خوفاً من عودة الفرنسيين مرة أخرى، ولكنه كان له موقف مشهود إذ أبى أن يهدم مسجد عمرو ابن العاص فكان منه أن اعتكف ثلاثة أيام حتى مرت الحملة بسلام.
وجاءت قصته مع الفارس جلال الدين شيحة أحد المجاهدين من أبناء دمياط، حينما أتاه هارباً من مطاردة جنود نابليون طالبا الحماية، فأمره “أبو المعاطى” أن يسكن تحت إحدى الأقفاص التى قام بتصنيعها، وحينما جاء الجند أخبرهم بمكانه ولكنهم تركوه ظناً منهم أنه يسخر منهم.
أبو المعاطى قفاص تحول لقبلة المتصوفين (2)
أبو المعاطى قفاص تحول لقبلة المتصوفين (3)