منوعات

واجهة للحرس الثوري.. استثمار هولندي بلجيكي في شركة “أمازون إيرانية” 

مجهر الإعلام يقف بالمرصاد لأي أنشطة اقتصادية ومالية مشتركة لشركات أوروبية مع شركات إيرانية وخاصة تلك التي مرتبطة بالأجهزة الأمنية والعسكرية، وبهذا الشأن فقد أجرت أربع صحف هولندية وبلجيكية تحقيقاً استقصائياً، سلطت الضوء من خلاله على قيام أربعة مستثمرين هولنديين وإحدى أغنى العوائل البلجيكية “دوسبولبيرك”، المصنفة كرابع أغنى عائلة في العالم لعام 2018، باستثمار نحو 270 مليون يورو في شركة تكنولوجيا إيرانية، يشتبه بأنها واجهة لاستثمارات الحرس الثوري الإيراني.

وكشفت وثائق مسربة حصلت عليها الصحف الأربع، وهي “د خرونه أمستردامر” و”إينفستيكو” و”هت فينانشيله داخبلاد” و”د تايد”، قيام شركة IIIC (International Internet Investment Coöp U.A) الهولندية، التي تضم مستثمرين هولنديين وبلجيكيين، ومقرها أمستردام، باستثمار نحو 270 مليون يورو في شركة “دجي كالا” الإيرانية المتخصصة في الأعمال التجارية والمقاولات وقطاع الاتصالات والتي تدور شكوك حول ارتباطها بالحرس الثوري الإيراني.

المؤسس بريطاني إيراني

اللافت أن مؤسس الشركة بريطاني إيراني، يدعى سعيد رحماني خضري، ويرفض وصفه بالمؤسس بل “المبادر”، وهو مؤسس لعدد من الشركات الإيرانية من قبيل مؤسسة “هزاردستان” التي تمتلك شركتي “ديوار” و”كاف بازار”، وقبل ذلك أسس في عام 2011 شركة “سرآوا بارس”، و في عام 2012 شركة “دجي كالا” في إيران.

أما بخصوص شركة “دجي كالا” التي يستثمر فيها مستثمرون أوروبيون، فقد أطلق المعارضون الإيرانيون في الأشهر الأخيرة بالتزامن مع الاحتجاجات، حملة مقاطعة ضدها واتهموها بالتعاون مع الحرس الثوري عير تزويده بمعلومات عن المستخدمين.

وكان خضري الذي يقيم في بريطانيا، قد عاد إلى إيران عام 2012 وأسس شركة “دجي كالا”، ثم أسس شركة “IIIC” في هولندا لاستقطاب مستثمرين أجانب، بعد التوقيع على الاتفاق النووي في عام 2015.

ثم غادر إيران في عام 2019 ولم يعد إليها ولكنه مازال يتحفظ باسمه في شركة “ديجي كالا” و”IIIC”، وهو مقرب من الإصلاحيين.

وعلى الرغم من إعادة فرض العقوبات الدولية على إيران بعد انسحاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في عام 2018، ومنع الشركات الناشطة في مختلف القطاعات من دخول الأسواق الإيرانية وتجميد عضوية إيران من نظام سويفت المالي الدولي، فإن شركة “IIIC” واصلت تحويلاتها المالية إلى إيران عبر حسابها المصرفي في بنك هيندوجا “Hinduja” السويسري الخاص، وهو أحد البنوك الأوروبية القليلة جداً التي مازالت تتعامل مع طهران.

شركة أوروبية تمهد طريق المستثمرين الأوروبيين إلى إيران

هذا وقد تبين من الوثائق التي عثرت عليها الصحف الأربع، أن شركة “IIIC” تأسست في عام 2015 وذلك بعيد إبرام خطة العمل الشاملة المشتركة المعروفة باسم “الاتفاق النووي” مع دول الخمس زايد واحد، من خلال مبادرة قدمها المستثمر الإيراني سعيد رحماني خضری، وهو مؤسس أيضا لشركات تجارة إلكترونية عملاقة في إيران، وهدف ما أطلق عليه “مبادرة” وليس “تأسيس” من قبل خضري، هو تسهيل وصول المستثمرين الأجانب إلى أسواق رأس المال الإيرانية.

وحسب التقرير الاستقصائي للصحف الأربع، فقد اعتبر خبراء أن الهدف الأساسي من وراء إنشاء شركة “IIIC” هو الالتفاف على العقوبات “الأميركية والدولية” المفروضة على النظام الإيراني.

“ديجي كالا” والحرس الثوري

بينما ينفي المستثمرون ومؤسسو الشركة الهولندية، أي تأثير للحرس الثوري والنظام الإيراني على شركة “ديجي كالا” التي تعمل في إيران، يؤكد العديد من الخبراء الأوروبيين والإيرانيين، الذين أجرى الرباعي الصحافي مقابلات معهم، أنه لا يمكن لشركة أن تنمو بهذه السرعة وبهذا القدر من الثروة، دون أن تتلقى دعما مباشرا أو غير مباشر من قبل الحرس الثوري الإيراني.

وما يثير المزيد من الشكوك حول ارتباط الشركات التابعة للمجموعة المذكورة بالأجهزة الحكومية، هو عضوية بعض الأشخاص في مجلس إدارتها بالإضافة إلى “علي فيّاضبَخش”، يلفت الانتباه عضوية “أحمد فيّاضبَخش” أيضا وهو من العناصر الأمنية الحكومية، في سيرته الذاتية “الرئيس التنفيذي لشركة استثمار الضمان الاجتماعي (شاستا) الحكومية”، و”نائب مدير منظمة الطاقة الذرية الإيرانية” و”نائب مدير الاكتفاء الذاتي في الحرس الثوري الإيراني”.

يذكر أن الحرس الثوري الإيراني يعتبر أكبر وأغنى مقاول ومستثمر في جميع القطاعات المالية والصناعية والتجارية في إيران، وله بضعة آلاف من الشركات في الداخل والخارج مرتبطة به بشكل مباشر وغير مباشر عبر ذراعه الاقتصادية “مقر خاتم الأنبياء”، وتساهم هذه الشركات المنتشرة في إيران والمنطقة والعالم بقوة في الالتفاف على العقوبات، ويوصف هذا الالتفاف في الأدبيات السياسية الإيرانية بـ”إبطال مفعول العقوبات”.

أمازون إيرانية

وحسب تقرير الصحف الأربع، فقد أشار الخبراء إلى خطة النظام الإيراني للالتفاف على العقوبات تعتمد خصخصة الشركات الحكومية على مستوى الأوراق الرسمية، وإبقاء عائداتها لمؤسسات النظام العسكرية، وتناول التحقيق الذي نشر بالصحف الهولندية والبلجيكية، ارتباط شركة “سرآوا بارس” التي أسسها خضري في 2011 وهي مساهمة في شركة “دجي كالا”، بالنظام الإيراني من خلال مديري الشركة وأصحاب الأسهم الحقيقيين لهذه الشركة.

يذكر أن شركة “ديجي كالا” هي نسخة إيرانية لموقع “أمازون”، تعتبر أكبر متجر إلكتروني في إيران وواحدة من أكبر المتاجر الإلكترونية في الشرق الأوسط، وتأسست الشركة المتخصصة في الأعمال التجارية والمقاولة وقطاع الاتصالات في عام 2006، ولكنها سرعان ما نمت لتصبح أكبر شركة للتجارة الإلكترونية في إيران، ووفقاً لموقع الشركة، فإنها تستحوذ على ما يقارب 90 بالمئة من تجارة التجزئة عبر الإنترنت في الأسواق الإيرانية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى