«آي صاغة»: صعود الذهب محليًا بدعم مكاسب أسبوعية قوية للأوقية وتزايد رهانات التيسير النقدي
ارتفعت أسعار الذهب في السوق المحلية خلال تعاملات اليوم السبت، بالتزامن مع عطلة نهاية الأسبوع للبورصات العالمية، مدعومة بالمكاسب الأسبوعية القوية التي حققتها أسعار الذهب عالميًا، وتزايد التوقعات باستمرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في تبني سياسة التيسير النقدي خلال العام المقبل، بحسب تقرير صادر عن منصة «آي صاغة» المتخصصة في متابعة سوق الذهب والمجوهرات.
وقال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة»، إن أسعار الذهب في مصر ارتفعت بنحو 5 جنيهات للجرام مقارنة بختام تعاملات الأسبوع الماضي، ليسجل جرام الذهب عيار 21 – وهو الأكثر تداولًا في السوق المحلية – مستوى 5785 جنيهًا.
وأضاف أن أسعار باقي الأعيرة جاءت على النحو التالي:
عيار 24 سجل 6611 جنيهًا للجرام
عيار 18 بلغ 4959 جنيهًا للجرام
سعر الجنيه الذهب وصل إلى 46280 جنيهًا
وأوضح إمبابي أن أسعار الذهب العالمية حققت مكاسب أسبوعية بنحو 40 دولارًا للأوقية، لترتفع إلى مستوى 4339 دولارًا بنهاية تعاملات الأسبوع، مدفوعة بارتفاع الطلب الاستثماري على المعدن النفيس، في ظل تصاعد الرهانات على خفض أسعار الفائدة الأمريكية خلال عام 2026.
وسجلت أسعار الذهب العالمية مستويات قياسية جديدة قبيل عطلة نهاية الأسبوع، بعدما لامست الأوقية أعلى مستوياتها عند 4374 دولارًا يوم الخميس، مقتربة من أعلى مستوى سنوي عند 4381 دولارًا، رغم ارتفاع عوائد السندات العالمية، وهو ما يعكس قوة الطلب على الذهب كملاذ آمن.
وفي هذا السياق، ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية عقب قرار بنك اليابان رفع أسعار الفائدة من 0.50% إلى 0.75%، ما أدى إلى صعود عائد السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات بنحو 2.5 نقطة أساس ليصل إلى 4.147%، كما ارتفعت العوائد الحقيقية الأمريكية إلى 1.907%، والتي عادة ما تتحرك عكسيًا مع أسعار الذهب، إلا أن المعدن الأصفر واصل مكاسبه بدعم من عوامل الطلب القوي.
وأظهرت بيانات جامعة ميشيجان تراجع مؤشر ثقة المستهلك الأمريكي خلال ديسمبر إلى 52.9 نقطة مقابل 53.3 نقطة في القراءة السابقة، وأقل من التوقعات البالغة 53.5 نقطة، مع توقع المشاركين في الاستطلاع ارتفاع معدل البطالة، واستمرار تراجع شراء السلع المعمرة للشهر الخامس على التوالي.
كما ارتفعت توقعات التضخم على مدى عام واحد إلى 4.2%، بينما استقرت توقعات التضخم لخمس سنوات عند 3.2%، وهو ما يعزز التوقعات باتجاه الاحتياطي الفيدرالي نحو خفض الفائدة خلال الفترة المقبلة.
من جانبه، قال جون ويليامز، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، إن البيانات الاقتصادية الأخيرة تشير إلى مزيد من التراجع في معدلات التضخم، معتبرًا أن الارتفاع الأخير في البطالة قد يكون ناتجًا عن تشوهات مؤقتة في سوق العمل، مؤكدًا في الوقت نفسه عدم وجود حاجة ملحة لتغيير السياسة النقدية في الوقت الحالي.
وتترقب الأسواق خلال الأسبوع المقبل صدور مجموعة من البيانات الاقتصادية الأمريكية، في ظل قصر الأسبوع بسبب عطلة عيد الميلاد، وتشمل بيانات التغير في التوظيف بالقطاع الخاص (ADP)، والقراءة الأولية لنمو الناتج المحلي الإجمالي للربع الثالث، إلى جانب بيانات طلبات السلع المعمرة والإنتاج الصناعي.
وفيما يخص التضخم، أظهرت بيانات مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي لشهر نوفمبر تباطؤ معدل التضخم إلى 2.7% مقابل 3% في القراءة السابقة، إلا أن محللين حذروا من قراءة البيانات بحذر، في ظل تأثير الإغلاق الحكومي الذي استمر 43 يومًا على دقة بعض المؤشرات الاقتصادية.
وبحسب بيانات «كابيتال إيدج»، تبلغ احتمالات خفض أسعار الفائدة في اجتماع الاحتياطي الفيدرالي المقبل يوم 28 يناير نحو 22%، بينما تسعّر الأسواق خفضًا تراكميًا للفائدة بنحو 60 نقطة أساس خلال عام 2026، مع ترجيح تنفيذ أول خفض في يونيو، في حين يقدّر المتداولون احتمالية تقارب 20% لخفض الفائدة خلال اجتماع يناير.
وعلى نطاق أوسع، تواصل المعادن النفيسة تحقيق أداء قوي خلال العام الجاري، حيث يتجه كل من الذهب والفضة لتسجيل أفضل أداء سنوي منذ عام 1979، إذ تضاعف سعر الفضة أكثر من مرتين، بينما ارتفع الذهب بنحو ثلثي قيمته، مدعومًا بزيادة مشتريات البنوك المركزية العالمية، وتدفقات الاستثمارات إلى صناديق المؤشرات المتداولة المدعومة بالسبائك.
وأشار محللو «جولدمان ساكس» إلى أن تراجع أسعار الفائدة الأمريكية عزز من تنافس مستثمري صناديق المؤشرات مع البنوك المركزية على المعروض المحدود من الذهب، مرجحين استمرار الدعم الهيكلي الناتج عن الطلب الرسمي، إلى جانب الدعم الدوري المرتبط بخفض الفائدة، في تعزيز أسعار الذهب خلال الفترة المقبلة.
