«المشاط» تبحث مع رئيس جامعة القاهرة سبل التعاون المشترك وتستعرض السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية

في إطار تعزيز الشراكة بين الحكومة والجامعات المصرية لدعم مسيرة التنمية المستدامة، عقدت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، لقاءً مع الدكتور محمد سامي عبد الصادق، رئيس جامعة القاهرة، وذلك على هامش فعاليات توقيع بروتوكول التعاون المشترك بين المعهد القومي للحوكمة والتنمية المستدامة التابع للوزارة وجامعة القاهرة، والذي يستهدف دعم مجالات الحوكمة، والتطوير الإداري، وبناء القدرات البشرية.
الشراكة بين الدولة والجامعة: نموذج لتكامل الجهود التنموية
استهلت وزيرة التخطيط اللقاء بالترحيب برئيس جامعة القاهرة، موجهة له التهنئة على نجاح مؤتمر جامعة القاهرة للذكاء الاصطناعي، الذي انعقد في أكتوبر 2024، وشهد إطلاق أول استراتيجية جامعية متكاملة للذكاء الاصطناعي في مصر وإفريقيا والشرق الأوسط. وأكدت أن هذه المبادرة تمثل نموذجًا رائدًا لدور الجامعات الوطنية في مواكبة التطورات العالمية وإعداد الكوادر القادرة على قيادة المستقبل.
وأوضحت الوزيرة أن جامعة القاهرة كانت ولا تزال إحدى المؤسسات البحثية والتعليمية العريقة التي تسهم في صياغة الفكر التنموي الوطني، مؤكدة أهمية تكامل جهود الدولة مع الجامعات في تعزيز بناء الإنسان المصري وتنمية المهارات المستقبلية بما يتماشى مع رؤية مصر 2030.
المشاط: السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية إطار متكامل لتوجيه السياسات
واستعرضت الدكتورة رانيا المشاط خلال اللقاء «السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية» التي أطلقتها الحكومة في سبتمبر الماضي، مشيرة إلى أنها تمثل الإطار الفكري والاستراتيجي الجديد الذي يوجّه سياسات الدولة نحو تعزيز التحول الهيكلي في الاقتصاد المصري والانتقال إلى القطاعات الإنتاجية والتصديرية ذات القيمة المضافة العالية.
وأكدت أن السردية ترتكز على عدد من المحاور الأساسية، من بينها تعزيز استقرار الاقتصاد الكلي، وتنمية الاستثمار الأجنبي المباشر، وتطوير الاستراتيجية الوطنية للتنمية الصناعية، إلى جانب تحسين كفاءة ومرونة سوق العمل من خلال تطوير التعليم الفني والمهني وربط مخرجاته باحتياجات سوق العمل، فضلًا عن التخطيط الإقليمي لتوطين التنمية الاقتصادية في المحافظات.
إطلاق الحوار المجتمعي حول السردية الوطنية بمشاركة الخبراء والجامعات
وأشارت الوزيرة إلى أن وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية أطلقت خلال سبتمبر الماضي حوارًا مجتمعيًا شاملًا حول السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية، بمشاركة نخبة من الخبراء والاقتصاديين والمفكرين من مختلف المدارس الفكرية، بهدف مناقشة الإصدار الأول من السردية وإثرائه بالأفكار والرؤى المستقبلية.
وأضافت أن الوزارة تحرص على تعزيز التواصل مع الجامعات المصرية، وفي مقدمتها جامعة القاهرة، لإجراء نقاشات معمقة تسهم في تطوير السياسات الاقتصادية والتنموية وفق نهج تشاركي يجمع بين صانع القرار والبحث الأكاديمي والمجتمع المدني.
رئيس جامعة القاهرة: العلم لا يكتمل إلا حين يتحول إلى أثر اقتصادي
من جانبه، أكد الدكتور محمد سامي عبد الصادق، رئيس جامعة القاهرة، أهمية السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية كوثيقة استراتيجية ترسم ملامح النموذج المصري في التنمية، مشيرًا إلى حرص الجامعة على المشاركة الفاعلة في الحوار المجتمعي حولها، انطلاقًا من دورها الوطني في دعم جهود الدولة لتطوير الاقتصاد وتعزيز التنافسية.
وتحدث رئيس الجامعة عن نتائج مؤتمر جامعة القاهرة للذكاء الاصطناعي، مؤكدًا أن الجامعة تسعى إلى تحقيق رسالتها العلمية عبر الربط بين البحث الأكاديمي والقطاع الصناعي، وتحويل العلم إلى تطبيق والبحث إلى أثر والمعرفة إلى قيمة اقتصادية مضافة.
وأوضح أن المؤتمر يمثل خطوة استراتيجية نحو توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في القطاعات الحيوية بالدولة المصرية، مثل الصحة والتعليم والاقتصاد الرقمي والخدمات العامة، بما يسهم في تحسين جودة الحياة وتعزيز قدرة الدولة على مواكبة التحول الرقمي العالمي.
التعاون بين الجامعة والوزارة نموذج للشراكة من أجل التنمية
يأتي هذا اللقاء في إطار التكامل بين مؤسسات الدولة والأوساط الأكاديمية لبناء منظومة معرفية متطورة تدعم عملية صنع القرار وتعزز قدرة الاقتصاد الوطني على تحقيق نمو مستدام وشامل، قائم على العلم والابتكار والحوكمة الرشيدة.