شدد شريف لقمان وكيل محافظ البنك المركزي المصري للشمول المالي على أن البنك المركزي يستهدف خلال الفترة المقبلة التوسع في تقديم الخدمات غير المالية بالتعاون مع البنوك وجهات الدولة المختلفة بهدف مساعدة أصحاب الأفكار والأعمال والمشروعات الناشئة والصغيرة على تنمية أعمالهم وزيادة مساهمتهم في النمو الاقتصادي.
وأوضح لقمان خلال مشاركته في مؤتمر مستقبل المشروعات الصغيرة والمتوسطة رؤية 2030 الذي ينظمه اتحاد المصارف العربية بمدينة الأقصر تحت رعاية البنك المركزي، إن البنك المركزي أطلق قبل سنوات مبادرة رواد النيل لتحقيق هذا الهدف وقد حققت نتائج كبيرة على أرض الواقع، وستشهد الفترة المقبلة التوسع في خدماتها بالتعاون مع الجهات المشاركة الأخرى.
وأضاف أن مبادرة رواد النيل، تضم 5 برامج رئيسية لخدمة رواد الأعمال وأصحاب المشروعات أولها برنامج مراكز تطوير الأعمال والذي يضم 32 مركزاً منتشرة في 17 محافظة تشارك فيها 11 بنكاً وبلغ عدد المستفيدين من خدمات هذا البرنامج 44 ألف مستفيد حصلوا على أكثر من 111 ألف خدمة غير مالية.
وأكد أن المستهدف خلال الفترة المقبلة التوسع في فتح فروع مراكز تطوير الأعمال إلى أكثر من 100 مركز مع زيادة قاعدة البنوك والجهات المشاركة في المبادرة سواء البنوك أو وزارة الشباب أو الجامعات، كما تستهدف زيادة المحافظات التي تتواجد بها إلى 22 محافظة.
وأضاف أن البرنامج الثاني تمثل في حاضنات الأعمال والذي يغطي برامج صناعية مختلفة مثل صناعة الأثاث والتعبئة والتغليف ومواد البناء والحلول الرقمية، بالإضافة إلى برامج دعم الابتكار ويضم بيت التصميم والمصنع المصغر وتصميم الاسطمبات وبرنامج دعم التنافسية ويضم مركز تنمية سلاسل القيمة المضافة ومركز التأهيل للتصدير وأخيراً برنامج التوعية والتدريب ويضم منصة أكاديمية رواد النيل ومنصة التعلم.
وأكد، أن البنك المركزي المصري يستهدف توفير نظم آلية لتسهيل الحصول على التمويل، من خلال وضع السياسات وتسهيل اجراءات العمل ورفع القدرات المؤسسة للموظفين وتطبيق متطلبات الحوكمة.
وقال، إن حجم التمويلات التي حصلت عليها المشروعات متناهية الصغر قد بلغ نحو 57 مليار جنيه، بنهاية 2021، استفاد منها 4.2 مليون منشأة، ما ساهم في خلق الألاف من فرص العمل والمساهمة في النمو الاقتصادي.
وأوضح أن التمويلات التي منحها القطاع المصرفي بشكل مباشر بلغت نحو 32.5 مليار جنيه، فيما بلغ حجم التمويل من القطاع غير المصرفي والتي تشمل الجمعيات وشركات التمويل 24.4 مليار جنيه.
وأوضح شريف لقمان،أن حجم المعاملات عبر نقاط البيع والتجارة الإلكترونية بلغ نحو 200 مليار جنيه.
وأضاف، أن جهود البنك المركزي لدعم الخدمات الرقمية المرتبطة بالشمول المالي خلال السنوات الثلاث الماضية قد أحدثت طفرة كبيرة في تقديم هذه الخدمات بمختلف أنواعها
وأكد أن معدلات النمو في نقاط البيع بلغ أكثر 978% ليصل عددها إلى نحو 740 ألف نقطة بيع، تم من خلالها معاملات إلكترونية بقيمة 170 مليار جنيه، فيما بلغ حجم النمو في البطاقات الإلكترونية 80% ووصل عددها إلى 54 مليون بطاقة، تم من خلالها معاملات بقيمة 30 مليار جنيه.
وقال وكيل محافظ البنك المركزي إن معدلات الشمول المالي في مصر قفزت بأكثر من 110 نقطة مئوية خلال الخمس سنوات الماضية، إلى 56.2 في المائة بنهاية 2021، لافتا إلى أن البنك المركزي يعمل على تغيير الثقافة المصرفية بين كافة شرائح الشعب المصري.
وأضاف،أن الشركات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر تستحوذ على 98% من نشاط القطاع الخاص في مصر، كما تسهم بنحو 43 % من الناتج المحلي الإجمالي للدولة.
وقال إن قطاع المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر يحظى بإهتمام كبير من الدولة والبنك المركزي المصري لما له من أهمية كبيرة في دفع النمو الاقتصادي وخلق فرص العمل وتحقيق التنمية المستدامة.
وأوضح أن عدد المنشأت متناهية الصغر يبلغ 3.4 مليون منشأة، فيما يبلغ عدد الشركات المتوسطة 2200 منشأة والصغيرة 217 الف منشأة، مؤكدا على أهمية دعم هذا القطاع لتحقيق عدة أهداف وفقا لاستراتيجية مصر 2030 تتمثل في خلق فرص عمل، وزيادة الصادرات، إحلال الواردات والميكنة والتحول الرقمي.
وقال وكيل محافظ البنك المركزي، إن دور المشروعات الصغيرة والمتوسطة في تحقيق الاستدامة يعد من الأدوار المهمة للغاية لهذا القطاع، لتحقيق عدة أهداف أبرزها القضاء على الفقر وتوفير فرص العمل للفئات الإجماعية الأكثر احتياجا، المساواة بين الجنسين لتحسين وضع المرأة في المجتمع من خلال إتاحة الفرصة لتملك المشروعات.
وأوضح أن الاستراتيجية تهدف أيضا لتوفير العمل اللائق للشباب المصري، والمساهمة في النمو الاقتصاد وأيضا دعم الصناعة والابتكار والهياكل الأساسية بما يعزز الكفاءة والإبتكار بالمجالات الصناعية المختلفة.
وأشار إلى أن المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر واجهت العديد من التحديات قبل عام 2016 منها عدم وجود تعريف موحد بين مؤسسات الدولة المختلفة، وعدم وجود قطاعات متخصصة في بعض البنوك، وعدم وجود إلزام على البنوك لتمويل هذه المشروعات ، فضلا عن إرتفاع تكلفة تمويل هذه النوعية من المشروعات وعدم وجود آليات لضمان مخاطر الإئتمان وصعوبة تقييم الجدارة الإئتمانية لهذه المشروعات ونقص الخدمات غير المالية (الاستشارية) وانخفاض الوعي المالي والمعرفة بالخدمات المصرفية.
وأضاف أن البنك المركزي إتخذ العديد من الإجراءات والخطوات لدعم هذا القطاع في اطار استراتيجية الشمول المالي، شملت عدة محاور منها تسهيل الحصول على التمويل، تهيئة البيئة الداعمة، دعم ريادة الأعمال، التثقيف المالي وحماية حقوق العملاء، تنويع المنتجات والخدمات المالية والخدمات المالية والمدفوعات الإلكترونية، وزيادة الأهتمام بالقطاع الزراعي في إطار توجه الدولة المصرية.
وأوضح أنه تم خلال الفترة من من 2015 وحتى 2021، اصدار تعريف موحد للقطاع وأصبح التعريف القومي للدولة ، وتم إنشاء قطاعات متخصصة لتمويل هذا القطاع بالبنوك وتم وضع نسبة إلزامية على البنوك بنسبة 20% من محافظها الإئتمانية توجه لهذا القطاع تم زيادتها إلى 25% في 2021، ثم صدرت مبادرة الـ 5% فائدة متناقصة لتشجيع المشروعات على الاقتراض.
وأشار إلى أنه بعد ظهوة جائجة كورونا، لم يتردد البنك المركزي في إصدار مزيد من المبادرات والإجراءات لدعم القطاع، منها تأجيل كافة الاستحقاقات الإئتمانية لمدة 6 أشهر، إعادة هيكلة المديونيات بما يتناسب مع قدرات أصحاب المشروعات على السداد.
وشملت الإجراءات أيضا استمرار العمل بمبادرة المشروعات الصغيرة والمتوسطة بسعر عائد 5% متناقص، وتعديل سعر عائد مبادرة القطاع الخاص الصناعي والزراعي وقطاع المقاولات للشركات المتوسطة والكبرى ليصبح 8% يحسب على أساس متناقص بدلا من 10%.
وتابع حديثه:” قام المركزي بتيسير إجراءات التمويل حيث سمح بتمويل المشروعات متناهية الصغر والصغيرة بحد أقصى حجم مبيعات أقل من 20 مليون جنيه بدون الحصول على قوائم مالية معتمدة، كما سمح باستخدام البيانات البديلة لتقييم العملاء من خلال نماذج التقييم الرقمي استنادا إلى سلوكيات العملاء وبياناتهم الإجتماعية ومعاملاتهم المالية وغير المالية”.