منوعات

حكم أداء العمرة عن الميت وثوابها

أفضل الأعمال التي يصل ثوابها للميت إن الله تعالى أكرم أمة المسلمين بأن جعلهم مترابطين محسنين إلى بعضهم، وإن أكثر من يحتاج للإحسان هو الميت؛ وذلك لانقطاع عمله في الدنيا، ومن أفضل الأعمال التي يستطيع أن يقدمها المسلم لأخيه المسلم الميت ما يأتي:

الدعاء وطلب الرحمة والمغفرة والعفو له حيث ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قد دعا لجنازة مرت من أمامه حتى تمنى الصحابة أن يكونوا مكانها، لما أخبر عوف بن مالك -رضي الله عنه-: (اللَّهُمَّ، اغْفِرْ له وَارْحَمْهُ، وَاعْفُ عنْه وَعَافِهِ، وَأَكْرِمْ نُزُلَهُ، وَوَسِّعْ مُدْخَلَهُ، وَاغْسِلْهُ بمَاءٍ وَثَلْجٍ وَبَرَدٍ، وَنَقِّهِ مِنَ الخَطَايَا كما يُنَقَّى الثَّوْبُ الأبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، وَأَبْدِلْهُ دَارًا خَيْرًا مِن دَارِهِ، وَأَهْلًا خَيْرًا مِن أَهْلِهِ، وَزَوْجًا خَيْرًا مِن زَوْجِهِ، وَقِهِ فِتْنَةَ القَبْرِ وَعَذَابَ النَّارِ).

.

حكم أداء العمرة عن الميت 

ثبت عن علماء الفقه أن أداء العمرة عن الميت جائزة، حيث أن العمرة عبادة بدنية مالية تجوز النيابة فيها؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (أنَّ امْرَأَةً مِن جُهَيْنَةَ جاءَتْ إلى النبيِّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-، فقالَتْ: إنَّ أُمِّي نَذَرَتْ أنْ تَحُجَّ، فَلَمْ تَحُجَّ حتَّى ماتَتْ؛ أفَأَحُجُّ عَنْها؟ قالَ: نَعَمْ حُجِّي عَنْها؛ أرَأَيْتِ لو كانَ علَى أُمِّكِ دَيْنٌ أكُنْتِ قاضِيَةً؟ اقْضُوا اللَّهَ؛ فاللَّهُ أحَقُّ بالوَفاءِ).

والحج والعمرة سواء ويدل هذا على جواز أداء العمرة عن الميت، ومن الشروط الواجبة لذلك أن يكون المعتمر عن الميت قد أدى العمرة عن نفسه أولًا ثم عن الميت، ويجب أن يكون صاحب علم وأمانة، والأفضل أن يكون من أهل الميت.

 

فضل العمرة عن الميت 

إن فضل العمرة عن الميت كبير وعظيم؛ بل إنها من أفضل القربات إلى الله -تعالى- والتي ينتفع الميت بها كثيرًا؛ لما فيها من الإحسان والتخفيف عن الميت من الذنوب والآثام، وتأدية لفرض كان واجبًا على الميت، وإن كان الميت قد اعتمر وأدى شخص عنه العمرة بعد موته؛ فإنه ينال أجر هذه العمرة وتخفف عنه عذابه وتزيد رصيد حسناته، وإن لم يكن قد اعتمر الفريضة فبذلك تؤدى عنه فريضته ويزيد أجره.

ووضح العلماء أن من يؤدي العمرة عن ميت له مثل الأجر الذي يصل إليه، ومن المهم ذكر أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد شرع في أحاديثه أداء العمرة عن الميت، وهذا يبين أن فيها أجرًا ونفعًا للميت؛ لأنه -صلى الله عليه وسلم- لا يشرع بشيء ليس فيه فائدة للمسلمين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى