
لا يخفى على الكثير، أن البرامج العقارية، زادت بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، ما أفقدها مصداقيتها لدى المشاهد، ولابد أن نجزم أن البرامج سواء الاقتصادية وتحديداً المتخصصة في الشأن العقاري، والتى تخاطب شرائح عريضة في المجتمع، أصبحت غير جاذبة أو مقنعة للمشاهد والمتابع لها.
قبل أن أخوض في أى شىء فى هذا المقال، الجميع يعلم أن بعضهم أساء للبرامج العقارية، وتسبب في ظلم كبير للكثير من أهل التخصص والمهنة، والمتمرسين فيها منذ سنوات طويلة، وأكبر «مظلمة» لهذه البرامج، التخمة التى تشهدها مختلف الشاشات، في عدد كبير من القنوات الفضائية، بخلاف البعض القليل الذي يقدم محتوى إعلامى اقتصادي أو عقاري ملهم ومهم، ومؤثر سواء إقتصاد شامل، أو في قطاع عريض مثل قطاع العقارات والإسكان بعد الثورة العمرانية الجديدة التي شهدتها مصر خلال آخر 10 سنوات.
الإساءة لمضمون البرامج العقارية
الفريق الآخر، أساء لمضمون البرامج العقارية وأفقدها مصداقيتها والجميع يعرف ما يحدث وراء الكواليس وأسباب ضياع هيبة البرامج العقارية، بسبب تجاوزات غير صحية، أساءت لهذه النوعية من البرامج ، التى كان لها جمهور عريض، وأصبحت مجرد سلعة مدفوعة الثمن للأسف الشديد.
أعيدوا للبرامج العقارية رونقها من فضلكم
تخمة البرامج العقارية على الفضائيات
الإعلام رسالة، والحقيقة أن هذه البرامج، وزيادة عددها الفترة الأخيرة، افقدت الإعلام رسالته الأساسية، وهي التوعية للجمهور وصناعة محتوى إعلامى اقتصادي هادف وتوعوى، فضلاً عن تناسي الدور الأساسى لهذه البرامج، أصبحت مجرد سلعة أو وسيلة تسويقية لصاحب الشركة أو المؤسسة.
المضمون والمحتوى الإعلامى الهادف
لعلكم تعلمون، أن غالبية البرامج العقارية، منها ما هو مدفوع، ومنها ما هو من إنتاج تليفزيونى من القنوات الفضائية، كما كانت قديما لكن؛ القالب الأول أصبح مبالغ فيه وزاد بشكل فج وكبير ، لدرجة أن المضمون والمحتوى الإعلامى الذي يظهر علي الشاشة، أصبح يفتقر للمصداقية في بعض الأحيان، وخادع للمشاهد أو العميل حتى الأخير نفسه أصبح علي علم بقواعد اللعبة.
للأسف الشديد، فريق البرامج السيئة أضر بالبرامج الهادفة ولا يخفى علينا، ما نشاهده بين الحين والآخر من كوارث ولقطات ومشاهد لا تليق بعقلية المشاهد والجمهور ، تصبح في النهاية مجرد لقطة يتداولها رواد التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا من أجل التسلية فقط.
من المسئول عن اختفاء مضمون بعض البرامج ؟
الأمر الحقيقي، أن البرامج العقارية ساء شكلها ومضمونها خلال السنوات الأخيرة، عندما سمحت القنوات الفضائية بجعلها تجارة؛ يجنون من ورائها أرباح لابأس بها ، أما المحتوى والمضمون أصبح آخر شىء يفكرون فيه، ورغم ذلك لايزال هناك برامج عقارية، تحترم عقلية المشاهد وتنال إعجاب كل الشرائح سواء مواطن الشارع أو رئيس الشركة أو صاحب المصنع وغيره لأنها يتم التجهيز لها بإحترافية.
المحتوى والفقرات والمضمون الفيصل
نصيحة، سواء كان برنامج اقتصادى أو عقاري ، فالمحتوى في النهاية، هو الفيصل بين الضيف والبرنامج ، بصرف النظر عن اسم البرنامج ، والدليل أن برامج «الحكاية» ، و«صاحبة السعادة» ، «ومعكم منى الشاذلي» وغيرها من برامج التوك شو ، برامج يتم طلبها بالإسم ، أيضا هناك برامج عقارية واقتصادية يتم اختيارها بعناية فائقة ودراستها من قبل الضيوف ، ومهما زادت وطغت الاعداد، سيظل البرنامج الأقوى هو صاحب الريادة والسيطرة.
قواعد اللعبة اختلفت والمشاهد يعي ما بين السطور
ختاماً، أعيدوا للبرامج العقارية رونقها من جديد، من خلال تقديم المحتوى والمضمون الهادف، الذي يهم كل الشرائح، ولا مانع من المحتوى الإعلانى، شريطة أن يكون المشاهد علي دراية به ؛ لأن المواطن البسيط في الشارع نفسه يعلم حاليا الفرق بين الإثنين، وحتى لا يختلط الحابل بالنابل ، ويهدر دم البرامج العقارية الهادفة بين القبائل كما يقول المثل.