رئيس اتحاد المصارف العربية: المشروعات الصغيرة والمتوسطة أكثر قدرة على الصمود في مواجهة المتغيّرات والأزمات
أكد الشيخ محمد الجرّاح الصباح، رئيس مجلس إدارة اتحاد المصارف العربية، أن التجربة في دول العالم المتقدّم، كما في بعض دولنا العربية، أثبتت أن المشروعات الصغيرة والمتوسطة هي أكثر قدرة على الصمود في مواجهة المتغيّرات والأزمات والتقلّبات الإقتصادية من المشروعات الكبيرة.
وأوضح خلال كلمته في مؤتمر «مستقبل المشروعات الصغيرة والمتوسطة – رؤية 2020»، أن النهوض بهذا القطاع وتفعيل دوره التنموي بصفة عامة، ودوره في إيجاد فرص عمل بصفة خاصة هو هدف محوري وهام في الدول العربية، نظراً لأهميّته في مكافحة البطالة ومساهمته في تخفيف الضغط عن أسواق العمل، نتيجة للعدد الهائل من الداخلين إلى سوق العمل، ولمساهمته في زيادة القيمة المضافة الصناعية، وتحسين تنافسية القطاع الإنتاجي، وتعزيز جهود الإبتكار وتنويع الهيكل الإقتصادي.
وعبر عن سعادته أن أتقدّم بجزيل الشكر والتقدير إلى طارق عامر محافظ البنك المركزي المصري على تشريفنا برعايته لفعاليات هذا المؤتمر، وعلى دعمه الدائم لنشاطات الإتحاد، والشكر موصول إلى مصارفنا المصرية الموقرة على ثقتها بالإتحاد ودعم فعالياته في كل الظروف، وأخصّ بالشكر والتقدير محمد الأتربي، رئيس مجلس إدارة إتحاد بنوك مصر على دوره الفاعل في تعزيز التعاون، وتوثيق الروابط بين مصارفنا المصرية الكريمة والإتحاد.
كم قدم الجراح الشكر للدكتور إسماعيل عبد الغفار رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري في مصر، على حضوره ومشاركته في هذا اللقاء الهام. وأتقدّم بشكر خاص إلى معالي المستشار مصطفى محمد ألهم – محافظ الأقصر، الذي فتح أبواب المدينة للعلم والمعرفة والتلاقي، وعزّز دورها في تفعيل مسيرة العمل العربي المشترك.
وأشار إلى أن إتحاد المصارف العربية منذ سنوات طويلة من خلال نشاطاته المتنوعة المؤتمرات، والندوات التدريبية، والدراسات والبحوث وغيرها، إلى إبراز أهميّة المشروعات الصغيرة والمتوسطة في إعادة هيكلة الاقتصادات العربية، ولتصبح من أهم آليات تفعيل عملية التنمية الاقتصادية والإجتماعية في منطقتنا العربية.
وتابع أن المؤتمر اليوم ليحرّك الاهتمام ويدفع إلى التعامل مع هذا القطاع بإستراتيجيات مختلفة تؤدي إلى إنعاشه، مع العلم أنه لا يوجد حتى الآن إستراتيجيات عربية هامة على المستويين الوطني والإقليمي لتفعيل دور هذا القطاع إن لناحية الدعم أو التشجيع أو بالنسبة للتمويل.
وذكر الجراح أنه من خلال جهود اتحاد المصارف في إتحاد المصارف العربية بأن هذا القطاع يمثّل حجر الزاوية في إنجاح السياسات التي ترمي إلى جذب الشباب في الدول العربية إلى العمل في القطاع الخاص، وذلك لتفادي المزيد من الضغط على مؤسسات القطاع العام التي لم تعد قادرة على توفير فرص العمل المطلوبة.
وتابع أن في إتحاد المصارف العربية، نولي اليوم إهتماماً كبيراً لهذا القطاع لما يُشكّله من أسس متينة لإقتصاد أفضل يتطوّر مع الأجيال، من خلال التوعية الدائمة على المميّزات والفرص المتاحة من القطاعين العام والخاص للبدء في المشاريع الصغيرة والناشئة، ولا يجب أنّ تقتصر هذه التوعية على المؤتمرات والمنتديات والندوات.
وأكد على ضرورة اتخاذ المشروعات الصغيرة والمتوسطة مداها الأوسع نحو المعاهد والثانويات والجامعات، لزرع الأفكار التمهيدية عند هذه الأجيال، وتوسيع دائرة إهتمامهم بها لدى دخولهم معترك الحياة وبناء المستقبل، خصوصاً وأنّ معظم النظريات الإقتصادية العالمية أكّدت على أهميّة المشروعات الصغيرة والمتوسطة في إعادة هيكلة الإقتصادات، من خلال دمجها ضمن آليات تفعيل عملية التنمية المستدامة، الأمر الذي يستوجب وضع إستراتيجيات عربية على المستويين الوطني والإقليمي، وتعزيز الدعم والتشجيع لتمويل هذه المشروعات.
ولفت الجراح إلى أنّ هذا القطاع أصبح يمثّل حجر الزاوية في إنجاح السياسات التي ترمي إلى جذب الشباب في الدول العربية إلى العمل في القطاع الخاص لتفادي المزيد من الضغط على مؤسسات القطاع العام التي لم تعد قادرة على توفير فرص العمل المطلوبة.
واختتم كلمته بشكر الحضور الذين سيضيفون لهذا المؤتمر رؤية جديدة، وأفكار عملية تساهم في بناء قواعد وأسس متينة لتحقيق رؤية 2030 للتنمية المستدامة.