أصبحت التكنولوجيا اللغة الرسمية للاقتصاد العالمي وأثره تجلى في الثورة الصناعية الرابعة والمستمرة في الازدياد بشكل سريع وكبير وعلى سبيل المثال السيارات ذاتية القيادة، والطباعة ثلاثية الأبعاد، والروبوتات، وإنترنت الأشياء والبيانات الضخمة، والهندسة الحيوية والذكاء الاصطناعي وتقنية النانو.
وتنامي استخدام التكنولوجيا في مختلف القطاعات لتواكب التطور المتسارع وكذلك لتغير أنماط واحتياجات العملاء وأساليب التواصل معهم نتيجة انتشار الهواتف الذكية وازدياد اعتمادهم على الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي وأيضًا تعظيم الاستفادة من تقنيه تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي Artificial intelligence.
وتشير تلك التقنيه إلى الطريقة التي يتم بها تصميم الأجهزة والحواسيب والروبوتات بما يجعلها تحاكي قدرات التفكير لدى البشر، والقدرة الفائقة علي تحليل البيانات الضخمة والاستدلال المنطقي والوصول للنتائج بدقة متناهية وسرعة فائقة .
ويعد الذكاء الاصطناعي فرصة أمام الشركات و المؤسسات لتقديم منتجات وخدمات تتوافق مع احتياجات العملاء الخاصة personalized service.
وعلي سبيل المثال تساعد تقنيه الذكاء الاصطناعي علي دعم حملات التسويق عبر البريد الالكتروني حيث يمكن ارسال رسائل بريد اليكتروني ذات طابع شخصي موجهة لكل عميل علي حدي من خلال تحليل سلوك العميل وتفضيلاته من خلال تحليل ملايين البيانات للوصول إلي افضل عنوان للبريد الإلكتروني الذي يمكنه جذب انتباة العميل وأيضًا تحديد اليوم والوقت المناسب لارسال البريد الاليكتروني الي العميل لزيادة فرصة الشركات والموسسات من بيع منتجاتها بشكل فعال.
أما في مجال التجارة الإلكترونية فتساعد تقنيه الذكاء الاصطناعي الشركات علي تصميم موقعها علي الانترنت واختيار محتوي يلائم العملاء وتقديم توصيات للشركات في إدارة المخزون من البضائع والتنبؤ بمبيعات الشركة وأيضًا تساعد تقنيه الذكاء الاصطناعي من خلال تحليل بيانات العملاء على استكشاف تفضيلات العملاء وما يحبه وما يكرهة والأنشطة التي يقوم بها العميل لتفصيل محتوي يلائم كل عميل علي حدة.
كما تساهم تقنيه الذكاء الاصطناعي في تقليل احتماليه وقوع عمليات الاحتيال عبر الانترنت عن طريق امكانيه تحديد العمليات الزائفة و التعامل معها، بالاضافة إلي ان بعض الخبراء في هذا المجال تنبأوا إلى أن الذكاء الاصطناعي، وفاعلية تعلم الآلات، سيضاعف حجم النمو السنوي لاقتصاد الدول ويرفع من كفاءة القوى العاملة بنسبة 40% بحلول عام 2035.
ولا تقتصر فقط مزايا استخدام تقنيه الذكاء الاصطناعي على قطاع التكنولوجيا أو التسويق بل إنها تمتد إلى قطاعات أخرى، مثل: الصحافة والصناعة، الزراعة والتعليم والمنازل الذكيه والمعاملات البنكيه وغيرها فبالنسبة للصحافة يكون للذكاء الاصطناعي دور في كتابة المقالات الإخبارية البسيطة، مثل تقارير الأرباح المرتبطة بتحليل العمليات التي تتم بالبورصة ، أو نتائج المباريات الرياضية و غيرها .
وبالنسبة للقطاع الصناعي، يمكن استخدام الروبوتات لتصنيع السلع والمنتجات بتكلفة أقل، ما من شأنه مساعدة الطبقات الأكثر فقرا على تلبية احتياجاتها، كما يمكن أن يتم استخدام برامج الذكاء الاصطناعي في شحن المنتجات، وتوليد الكهرباء، ما قد يُسهم في الحد من آثار التغير المناخي، هذا بالإضافة إلى استخدام تطبيقاته في تحسين جودة الرعاية الصحية المقدمة للمرضى.
وأيضاً تنامي الاستفادة من تكنولوجيا الواقع الافتراضي virtual reality والتي تمكن العميل من معرفة الخدمات والمنتجات من مكانه بشكل يحاكى واقع تواجده في الموسسة او الشركة وايضاً تطبيقات الخرائط الاليكترونية Geo location والتي تساعد على تقديم خدمات تتوافق مع الأماكن التي يرتادها العميل بشكل متكرر اضافة الىChat bot خدمة الحوار التفاعلي والتي تمكن من الرد على استفسارات العملاء على مدار الساعة وكذلك ارسال رسائل تسويقية للعملاء وفق المعاملات التاريخية لاستفساراته مع استغلال Voice activated search نظم البحث الصوتي المتاحة على جوجل لتعظيم فرصة الوصول للعملاء المحتملين.
كما أن احتياجات السوق المُستقبلية لا تتوقف فقط على زيادة نسبة استخدام الأدوات التقنية بل تتعداها إلى ضرورة زيادة المعرفة المتخصصة في مجالات التكنولوجيا المعلوماتية والعلوم والرياضيات والهندسة STEM.
لذا فعلينا أن تعامل مع مقتضيات العصر وتقديم تدريب متخصص عن التقنيات الحديثه المتعددة بشكل بسيط يساعد العاملين في الشركات في فهم طرق استخدام التكنولوجيا الحديثة وتعظيم الاستفادة من تطبيقاتها .
*يذكر أن الدكتورة نور الزينى هى رئيس الاتصال المؤسسي والمسئولية المجتمعية ببنك قناة السويس .. وقد كتبت هذا المقال لصحيفة الأهرام العريقة وقام «التعمير» بنقله عنها.
اقرأ أيضًا : نور الزينى : مبادرة «كن سفيرًا» تستهدف بناء القدرات الوطنية للشباب