كل ما حد يسألني عملتها ازاي ونجحت ازاي، اقول له مبدأيا مين قال لك اني نجحت. كل واحد له معايير مختلفة. الّي انت شايفه نجاح غيرك شايفه فشل او اقل من المفروض. طب عملتها ازاي. عملتها كلها غلط.
رجعت من دبي على مصر في وقت كل الناس بتسيب مصر. اشتغلت برّه مصر اوقات قصيرة صرفت فيها اكتر بكتير من أي عائد ، ورجعت بدري وانا خسران.
اشتغلت في شركات عالمية بس عمري ما قعدت كفاية عشان استفيد بمعاش آو مكافآت طويلة الاجل او مزايا كبيرة مع الوقت. رحت شركات محلية في اوقات كانت سمعتها وحشة جدا، وانا عارف ان المرتب مش مضمون في نهاية كل شهر.
حتى في الاعلام، اخترت دائما حاجات ومحطات مافيهاش فلوس ولا شهرة جامدة عشان اعمل الّي نفسي فيه ويرضيني. ورفضت عروض بشيكات بملايين لبرامج ما كانش فيها اي قلة ادب او غلط لكن لمجرد انها هايفة.
وسبت وظايف بالعملة الصعبة في اوقات عصيبة لمجرد ان الشغل كان قليل وماكنتش حاسس انهم بيستفيدوا مني، رغم انهم كانوا راضين. وسبت شركات كنت فيها ملك متوج، عشان اصحابها كانوا بيعملوا حاجات ضد اخلاقي، رغم انها كانت حاجات كلها بعيد عن الشركة. يعني بمقاييس السوق والبشر تقريبا كل القرارات والاختيارات كانت غلط.
يعني لو جيت انصحك مش هاقولّك تعمل زيّي في اي حاجة منهم. بس ممكن اقولّك عملت ايه في كل الاوقات والاماكن والبلاد والظروف.
اشتغلت باقصى ما عندي. اتعلّمت كل شغلانة ممكنة. عمري ما استكبرت على وظيفة او عمل. حاولت اعلّم واكبّر كل حد اشتغل معايا. وعمري ما عملت اي حاجة غير اخلاقية في شغلي، ولا قبلت انحراف او غمّضت عيني عن فساد او طنّشت على ظلم.
بس يا سيدي. وفي الاخر ربّنا اكرمني. بالرضا قبل المادة. مالهاش تفسير، الا كرم رَبّك. وما ينفعش حد يعمل زي حد في اختياراته. المبادئ هي الّي بتفرق. انت بطل حكايتك. بمبادئك.