بداية ما كنت أتصور أن بعض المسلمين تصل بهم الدنية في دينهم إلى ما وصلوا إليه ، فمما ألاحظه أن كثيرا من المتحدثين الدينيين يتعمدون ألا يتفوهوا بالصلاة ، والسلام على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلا مصحوبة بقولهم : “عليه وعلى جميع رسل الله”.
وهذا شيء طيب فنحن نؤمن بكل رسل الله ، ونُجلهم ، أما أن يكون قول ذلك مجاملةً ، أو خوفًا فهذا أمر آخر .
دعاني إلى هذا الكلام ما كان من وزير الأوقاف في تصريحه :
“سمعت إماما يقول : اللهم اشفِ مرضانا ومرضى المسلمين ، واحفظ بلادنا وبلاد المسلمين .
هذا القول خاطئ ، ويدعو إلى التفرقة ، وعدم التسامح”
ثم قال : “قلت للإمام الذي ردد هذا الدعاء : إنه (يجب ألا يدعو) بمثل هذه الدعوات التي تفرق ولا تجمع ، ويجب مراعاة معنى الجمل التي تقال ، والتفكير في كل كلمة تكتب أو تقال ، فرجل الدين يبني ولا يهدم ويجمع ولا يفرق”
ثم صرح بأنه قام بدعوة كل الأئمة لعمل دورات توعية ؛ (لتخرج الخطبة لنسيج واحد) ، وبوعي ، وفهم وطني صحيح للدين ، وتنمية الحس الإنساني ، والديني والوطني .
وهنا أتساءل :
هل غير المسلمين في دعائهم يدعون للمسلمين ؟
وهل ينبّه عليهم في كنائسهم ، أو بِيَعهم أن يُشْرِكُوا المسلمين معهم في دعائهم ، وأن يمجدوا نبيهم ـ صلى الله عليه وسلم ـ ؟
الواقع أن من عقيدتهم التي يصرح بها كهنتم على الملأ أنه “لن يدخل الملكوت إلا من آمن بالمسيح”
بل أدهى من ذلك أن كلّ طائفة منهم تحكم بهذا على أي طائفة تخالف مذهبها من النصارى أنفسهم .
وهذا موقف أحكيه ـ والله العظيم ـ كما حدث :
في نقاش طويل مع أحدهم ذكر خلاله تميزهم بالمحبة عكس ما يدعو إليه الإسلام ، ويمارسه المسلمون وأَكّد على أن النصارى دينهم يدعو إلى حب كل البشر .
اهتبلت غفلته ، وسألته : “ما رأيك في النصارى البروتستانت ، والإنجيليين؟” والله العظيم أجابني دون تفكير : احنا بنكرهم أكتر ما بنكره المسلمين”
فقلت له : إذن انتهى النقاش في هذه النقطة ، انتقِلْ إلى النقطة التي تليها .