رأس وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد السعودي الشيخ الدكتور عبد اللطيف بن عبد العزيز آل الشيخ اليوم الخميس، الاجتماع الثامن لوزراء المسؤولين عن الشؤون الإسلامية والأوقاف بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
انعقد الاجتماع عبر الاتصال المرئي، بحضور الأمين العام لمجلس التعاون الدكتور مبارك بن فلاح الحجرف وكافة الأعضاء.
الاجتماع الثامن لمجلس التعاون الخليجي
وفي افتتاح أعمال الاجتماع، ألقى الرئيس للاجتماع الوزير الشيخ الدكتور عبداللطيف آل الشيخ كلمة نقل خلالها تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وسمو ولي عهده، منوهاً بما تحقق من تعاون مثمر وبناء بين وزارات الأوقاف والشؤون الإسلامية والدينية؛ لتحقيق ما تضطلع به من مهمات كثيرة وواجبات عظيمة منوطة بنشر دعوة الخير وتأسيسها في الأنفس والمجتمعات، للمساهمة في بناء الإنسان وتنمية الأوطان.
وأشار إلى أن فكرة إنشاء مجلس التعاون الخليجي جاءت بهدف تعزيز مسيرة التكامل والترابط بين الدول الأعضاء في جميع الميادين، وتحقيق مبدأ التنسيق وأوجه التعاون في جميع المجالات، وبما يحقق الأهداف السامية للمجتمع الخليجي بصفة خاصة والأمة الإسلامية بصفة عامة.
وقال: إننا ننعم في دول الخليج بالأمن الوارف، والاستقرار والرخاء، ويحيط بنا عالم مليء بالاضطرابات والقلاقل ويمر بالأزمات الاقتصادية والتنموية؛ مما يضاعف المسؤولية علينا في الحفاظ على هذه المكتسبات والإنجازات التي تحققت خلال السنوات الماضية، وبذل الجهد للإسهام في بناء الإنسان المسلم السوي النافع لمجتمعه ووطنه وأمته، المؤمن بالقيم الفاضلة النبيلة، والسعي في إعداد جيل أكثر فاعلية وقدرة على مواجهة التحديات والمتغيرات المتسارعة في عصرنا الراهن.
وأوضح وزير الشؤون الإسلامية أن هذا الاجتماع في دورته الثامنة يأتي استمراراً للقاءات الدورية بين الدول الأعضاء للمضي سوياً للقيام بالمسؤوليات والمهام في مجال الشؤون الإسلامية والأوقاف، وتطوير أعمالها والرقي بأدائها، مبيناً أن جدول أعمال المؤتمر يستعرض جملة من الموضوعات، التي سيكون لها بالغ الأثر بما اتسمت به من عمق في النظر وتروي في الدراسة والمعالجة، ومن ضمنها موضوع مكافحة الإرهاب الذي تقدمت به المملكة.
صورة الإسلام الصحيحة والتعاون المشترك
وأكد أن داء الإرهاب الذي مازالت تعاني منه المجتمعات والدول، قد تمكنت المملكة ـ بفضل الله تعالى ثم بحكمة قادتها، وتضافر رجال أمنها من تحقيق نجاحات متوالية في مكافحته ومحاربته وتجفيف منابعه، وإيقاف تمدده ، والتصدي للكثير من المحاولات الإرهابية وإخمادها، حتى سعت بعض الدول إلى الإفادة من تجربة المملكة في هذا المجال، منبهاً أن أفكار الغلو والتطرف والإرهاب مازالت تطل بشرورها بين كل وقت وحين، مشدداً على ضرورة أن يكون هناك خطاب إسلامي معتدل مناهض لفكر الإرهاب يحاصره ويكشفه أيا كانت دوافعه ومبرراته.
وقال وزير الشؤون الإسلامية الشيخ الدكتور عبداللطيف آل الشيخ إن التوصل إلى وضع آلية استرشادية للتعاون بين وزارات وهيئات الأوقاف والشؤون الإسلامية والدينية بين دول المجلس، وإنجاز دراسة الرؤية المستقبلية المشتركة لوزارات الأوقاف والشؤون الإسلامية، وتبادل البحوث العلمية والتجارب في المجال الوقفي، واختيار يوم عالمي للوقف الإسلامي، وموضوعات إبراز الصورة الحقيقة المشرقة للإسلام، يعد تجسيداً للتكامل المنشود، وترجمة حقيقية للتعاون المشترك الذي نسعى إليه جميعاً، تحقيقاً لقوله تعالى (وتعاونوا على البر والتقوى).
وفي ختام كلمته قدم وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، شكره الجزيللوزراء المسؤولين عن الشؤون الإسلامية والأوقاف بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية على حرصهم واهتمامهم لإنجاح أعمال هذا الاجتماع، كما قدم شكره لأمانة المجلس ممثلة في معالي أمينها الدكتور مبارك الحجرف، وزملائه العاملين معه، على الجهد المبذول في الإعداد والتنظيم، سائلاً الله جلا وعلا أن يكلل هذا الاجتماع بالنجاح والتوفيق، لتحقيق تطلعات قادت مجلس التعاون.
إثر ذلك ألقى رئيس الهيئة العامة للأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة الإمارات العربية الدكتور محمد بن مطر الكعبي كلمة أكد خلالها على عمق الروابط الأخوية الخليجية وعلى ضرورة وأهمية تعزيز العمل الجماعي، ودعم التنسيق والتعاون فيما يحقق التكامل والترابط بين دول المجلس لتحقيق الرؤى النبيلة التي تهدف إلى الرقي بمجلس التعاون الخليجي وتحقيق تطلعات قادته ومواطنيه، مضيفاً ان هذا الاجتماع يأتي في وقت يشهد فيه العالم تحولات كبرى على كافة الأصعدة وليأكد على استمرارنا في التمسك بالقيم والتراث والمبادئ والهوية وذلك من خلال العمل سوياً لحماية القيم الدينية والأخلاقية والمحافظة على الأسر وحمايتها باعتبارها الوحدة الطبيعية والجوهرية للمجتمع وتقدمه وازدهاره.
وفي ختام كلمته قدم “الكعبي” شكره للمملكة العربية السعودية على ترؤسها لأعمال اجتماعات الدورة، كما شكر أمانة المجلس مؤملاً أن تحقق الدورة الحالية للمجلس أهدافها بما يحقق تطلعات شعوب المنطقة.
عقب ذلك ألقى نيابة عن وزير الأوقاف بدولة الكويت وكيل الوزارة المهندس فريد عمادي كلمة نوه فيها بما تحقق من إنجازات ونجاحات في ملفات بالغة الاهمية وشديدة الحساسية لاجتماعات معالي الوزراء والسعادة المسؤولين عن الشؤون الاسلامية والاوقاف بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في ظروف عالمية دقيقة لا تخفى على احد، مؤكداً على ضرورة تعميق التواصل وتنسيق المواقف وتوحيد الرؤى، والتكامل وتوزيع الأدوار والتعاون البناء ليظهر اثر هذا العمل على امتنا الخليجية ونعيشها واقعاً ملموساً وذلك من خلال ثلاث، مرتكزات أساسية، هي نشر الوسطية والاعتدال الفكري لمكافحة الفكر المتطرف، وتأهيل أئمة وخطباء المساجد وتعزيز الدور المناط بهم، أضافة إلى تعزيز دور الشباب وإدارة مواهبهم.
وتناول الاجتماع مناقشة مشروع مذكرة التفاهم بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في مجال الشؤون الإسلامية، واستكمال دراسة الرؤية المستقبلية المشتركة لوزارات الأوقاف والشؤون الإسلامية، ومكافحة الإرهاب، وإقامة يوم عالمي للوقف الإسلامي، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وأبرز ما يثار حول الإسلام في العصر الحديث، وتبادل البحوث العلمية والتجارب في المجال الوقفي بين الدول الأعضاء، وما يستجد من أعمال.