شهدت أونصة الذهب العالمي أسبوع تداولات سلبي لتسجل أسوأ أداء أسبوعي منذ أكثر من 5 أشهر وذلك بعد أسبوعين متتالية من المكاسب، يأتي هذا على الرغم من تسجيل مستوى تاريخي جديد مطلع هذا الأسبوع.
انخفض سعر أونصة الذهب العالمي خلال الأسبوع الماضي بنسبة 3.3% لتفقد 80 دولار من قيمتها حيث أغلق السعر عند المستوى 2334 دولار للأونصة وكانت قد افتتح تداولات الأسبوع عند 2414 دولار للأونصة.
بداية الأسبوع الماضي شهد تسجيل أعلى مستوى تاريخي جديد للذهب عند 2450 دولار للأونصة قبل أن يبدأ السعر في التراجع التدريجي ويكسر المستوى 2400 دولار للأونصة بفعل تغير في توقعات أسعار الفائدة الأمريكية، وفق تحليل جولد بيليون.
أبرز الأحداث خلال الأسبوع الماضي كان محضر اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي والذي كان قد عقد في يومي 30 ابريل و1 مايو، وقد أظهر محضر الاجتماع نقاش بين أعضاء البنك بشأن إمكانية رفع أسعار الفائدة أو زيادة تشديد السياسة النقدية الحالية في حال ارتفع التضخم إلى مستويات تتطلب هذا.
كما أظهر محضر اجتماع البنك أن الأعضاء قد ناقشوا مدى قدرة التشديد النقدي الحالي للسياسة النقدية على السيطرة على التضخم في ظل قوة الاقتصاد الأمريكي الحالية وبشكل عام يظل البنك يتوقع عودة التضخم إلى المستوى المستهدف 2% على المدى المتوسط ولكن قد يستغرق وقت أطول مما كان البنك يتوقعه سابقاً.
ارتفع الدولار الأمريكي خلال الأسبوع الماضي متأثراً بنتائج محضر الاجتماع فقد ارتفع بنسبة 0.3% وفقاً لمؤشر الدولار، بالإضافة إلى ارتفاع عوائد السندات الحكومية لأجل 10 سنوات خلال الأسبوع بنسبة 1%.
تعرض الذهب لصدمة بعد أن أظهر محضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي للمستثمرين بأن تخفيضات أسعار الفائدة بعيدة كل البعد عن أن تكون وشيكة. وبالرغم من اعتبار الذهب أداة للتحوط من التضخم، لكن ارتفاع أسعار الفائدة يزيد من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الأصول التي لا تدر عائدا. بالإضافة إلى أن ارتفاع كل من الدولار وعوائد السندات الأمريكية قد زاد من الضغط السلبي على الذهب الذي يرتبط بعلاقة عكسية مع كل منهما.
قامت الأسواق بتعديل توقعاتها بشأن مستقبل أسعار الفائدة الأمريكية هذا العام بعد محضر اجتماع البنك، فتقلصت توقعات خفض الفائدة في شهر سبتمبر لتصبح متساوية تقريباً مع توقعات تثبيت الفائدة، بينما تراجعت توقعات خفض الفائدة في نوفمبر القادم.
الجدير بالذكر أنه على الرغم من عدم اليقين بشأن توقعات أسعار الفائدة في الولايات المتحدة، تمكنت أسعار الذهب من الارتفاع بنسبة 13٪ حتى الآن منذ بداية 2024، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى الطلب الصيني القوي والشكوك الجيوسياسية المستمرة، بحسب الرصد التحليلي من جولد بيليون.
وبالرغم من تزايد فرص تراجع أسعار الذهب العالمي خلال هذه الفترة إلا أن التوقعات بشكل عام لأداء الذهب تظل إيجابية بشكل كبير، خاصة مع تراجع نسبة الذهب إلى الفضة التي يقصد بها كمية الفضة اللازمة لشراء أونصة من الذهب إلى أدنى مستوياتها منذ ديسمبر 2022 وهو ما يعد منطقة مناسب لإعادة شراء الذهب.
فقد رفع بنك UBS العالمي توقعاته لأسعار الذهب متوقعًا أن يصل المعدن الثمين إلى 2600 دولار للأونصة بحلول نهاية عام 2024، ارتفاعًا من الهدف السابق البالغ 2500 دولار للأونصة.
أيضا لا تزال الصين تسيطر بقوة على حركة الأسعار في سوق الذهب العالمي، وتشير أحدث البيانات إلى أنه من المرجح أن يستمر هذا الأمر، في حين من المرجح أن ينضم المستثمرون الغربيون إلى زيادة الاستثمار في الذهب قريبا كما يتضح من تزايد التدفقات النقدية إلى صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب الأوروبية والأمريكية مؤخراً.
القطاع الخاص الصيني استورد 543 طنًا من الذهب في الربع الأول من عام 2024، وأضاف البنك المركزي الصيني 189 طن أخرى إلى احتياطاته خلال نفس الفترة.
ومع ذلك هناك خطر الآن يتمثل في احتمال رؤية انخفاض إلى حد ما في مشتريات الذهب من مستثمري التجزئة في الصين في النصف الثاني من هذا العام، حيث تبذل الحكومة المزيد من الجهود لإنعاش الاقتصاد. وإذا تحقق ذلك سيقل الطلب على الذهب كملاذ آمن وتحوط في الصين وبالتالي يتراجع الطلب الاستثماري على المعدن النفيس