أكد رجل الأعمال المصري، رشيد محمد رشيد وزير الصناعة والتجارة فى عهد الرئيس الراحل حسني مبارك، إنه بعد مروره بفترة صعبة وحرمانه من ثروته، وجميع ممتلكاته قبل أن تعود الأمور إلى نصابها الصحيح، خاصة وأن كل الاتهامات كانت غير صحيحة وباطلة، وفي ظل تلك الفترة العصيبة قررت أن أبدا من جديد».
وأضاف رشيد، في حوار له: «أن الحصول على فرصة جديدة في سنه ووضعه وقتها كان أمرا ممتعا للغاية، خاصة أن البداية الجديدة كانت في بلد جديدة وثقافة مختلفة، كما أن كل ما أملكه أنا وأسرتي تم أخذه بشكل غير منصف، وهذا الأمر أحزننا أنا وعائلتي لأن كل ما نملكه حصلنا عليه بكل شرف وأمانة وقبل أنضامي كوزير للحكومة».
وتابع:«كما لم يكن لدي أي تعاملات مع الحكومة تخص شركاتي التي كانت أهم الشركات في مصر وقتها، وأن كل شئ عاد إلى نصابه بعد أن تمت تبرئتي من كل شي، ليس فقط من المحاكم بل من جميع مؤسسات الدولة».
وقال رشيد،: «في تلك الفترة لم يكن لدي أي تحكم في أموالي، وكان بالنسبة لي تحدٍ أن أبدأ من جديد، وأنا أرى أن المال ليس هو ما يحفز للحياة، لدي إمكانياتي العقلية وثقة مجتمع الأعمال الذي يعرفني، وهذا ما شجعني على أن أبدأ من جديد».
وتابع رجل الأعمال المصري: «خلال تلك الفترة بدأ يفكر بطريقة منفتحة كيف أعود مرة أخري لمجال الأعمال خاصة وقت عملي كوزير للحكومة من عام 2004، وحتى عام 2011 انقطعت علاقتي بمجال التجارة والأعمال، وعند عودتي قررت أن أختار شئ غير تقليدي وصعب للغاية وهو مجال السلع الفاخرة، بدأت في الاستثمار في دار الأزياء العالمية “فالنتينو” في عام 2012، من خلال شركة مايوولا، وهو ” صندوق استثماري دولي”، ثم الاستثمار في شركة “بالمان” في عام 2016.
وذكر: كانت البداية في مجال السلع الفاخرة بداية قوية للغاية خاصة أنه من الصعب في هذا المجال أن تبدأ بشكل محدودة لأنك تتعامل على مستوى دولي ولديك منافسة قوية، كما قررت العودة إلى مجال السلع الاستهلاكية عندما قمت بشراء شركة ليبتون من “يونيليفر” في صفقة بقيمة 4.5 مليار يورو في العام الماضي، وكان ذلك حنين للماضي لأن عملت في “يونيليفر” مدير تنفيذي لمدة أربع سنوات وتركته للعمل كوزير للحكومة.
وأضاف رشيد، أن الاتجاه إلى مجال السلع الفاخرة خاصة الأزياء كان قرار منطقي للغاية لأني قادم من مجال تجارة السلع الاستهلاكية ولدي شبكة معارف قوية، وبالأخص في إيطاليا يعملون في مجال السلع الفاخرة.
كما أنه مجال ينمو بشكل قوي للغاية لما لديه من جاذبية قوية. وأن أكثر الشركات تميزا هي التي تمتلك علامة تجارية قوية وتعمل في مجال السلع الفاخرة.
وأوضح رشيد، أنه خلال فترة عمله في “يونيليفر” تعلم أن التسويق يتمثل في تحديد ماذا يريد المستهلك وتوفيره له، ولكن في أول أجتماع لـ”فالنتينو” الأمور اختلفت تماما وانقلبت رأسا على عقب كما وصفها، وفي مجال السلع الفاخرة فإن الشركات هي التي توجه المستهلك وليس رغباته.
وأضاف رشيد، أن مجال السلع الفاخرة والموضة قائمين على الأبداع وفي شركاتنا ننتج 12 إلى 16 مجموعة في العام وكل مجموعة كأنها فيلم جديد.
وأسس رشيد مجموعة استثمارية أخرى في عام 2017 تحمل اسم “الـ سارة”، استثمرت في شركات مثل مجموعة أكوني وكريستي جوي، وفي عام 2021 أسس شركة “بديات”، وهي مجموعة استثمار دولية تدعم ريادة الأعمال الإبداعية، وتستثمر في الشركات الناشئة وتساهم في رعاية المواهب المحلية، والتى استثمرت مؤخرا في شركتي “أختين” للحقائب و”عزة فهمي” لصناعة المجوهرات، وتم إدارج رشيد في قائمة 500 Business of Fashion.
وعن خططه للمرحلة المقبلة قال رشيد، إنه لا يهم حجم العلامة التجارية التي يؤسسها أو كم تبلغ قيمتها مليون يورو أو مليار يورو، الأهم هو عملية بناء العلامة التجارية وما ينتج عنها من تواصل مع الآخرين.
وتابع: “من المهم أن تصنع فارقا في حياة الأشخاص”، فعندما يأتي لي أشخاص ويقولون “كنا معك في إحدى مراحل حياتك وتعلمنا منك الكثير” هذا ما يجعلني أشعر بسعادة كبيرة.