منوعات

وسط مشاركة واسعة.. انطلاق أعمال ملتقى الشباب العربي بالجامعة العربية

انطلقت اليوم الثلاثاء، بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، أعمال ملتقى الشباب العربي واستشراف المستقبل، تحت شعار “شركاء لتعزيز الاستدامة للعمل العربي المشترك “، تحت رعاية رئيس مجلس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي والجامعة العربية، وبحضور الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة رئيس المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الشباب والرياضة العرب، والدكتورة هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية، والدكتورة مشيرة أبوغالي مؤسس ورئيس مجلس الشباب العربي للتنمية المتكاملة، والذي ينظمه مجلس الشباب العربي للتنمية المتكاملة بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة الإدارة المركزية للتعليم المدني وتأهيل الكوادر الشبابية.

وفي كلمتها في الجلسة الافتتاحية أشادت الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية السفيرة هيفاء أبو غزالة، أن الملتقى ينعقد في ظل تطورات خطيرة تشهدها منطقة الشرق الأوسط نتيجة العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة ومواصلة ارتكاب القوة القائمة بالاحتلال لمجازرها بحق الأطفال والنساء والشيوخ وعدم استجابتها للدعوات الدولية والإقليمية لوقف إطلاق النار والعدول عن سياسة الأرض المحروقة باستهداف المدنيين العزل بالألة الحربية المدمرة دون مراعاة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وكافة الأعراف ومواثيق حقوق الإنسان”. 

وأشادت أبو غزالة بدور الشباب الفلسطيني في تخفيف وطأة العدوان على أهالي قطاع غزة خلال طيلة أشهر القصف الثلاث الماضية، حيث يصلون الليل بالنهار في المساهمة في عمليات الإغاثة وتقديم خدمات صحية واجتماعية وتوزيع المساعدات الإنسانية في مشهد اقترن فيه العمل التطوعي والمدني بمعاني نكران الذات والتضحية، بما جسد أسمى معاني المقاومة والصمود، مؤكدة أنه أثبت الشباب الفلسطيني للعالم صلابة إرادته ورسوخ إيمانه بعدالة قضيته وتشبثه بأرضه ومقاومته لكل محاولات الاحتلال للتهجير القسري، وهو ما يعد مصدر فخر واعتزاز لكافة الشباب العربي الذي يرنو إلى بناء المستقبل الذي هو جدير به، ويستجيب لتطلعاته في حياة كريمة ومزدهرة”. 

وأكدت أن جامعة الدول العربية حرصت على تكثيف جهودها لدعم دور منظمات المجتمع المدني والشباب وإشراكهم في العمل العربي المشترك من خلال حزمة من القرارات الصادرة عن القمم التنموية الاقتصادية والاجتماعية، والتي تدعو جميعها إلى تعزيز دور المجتمع المدني العربي وتمكين الشباب للمساهمة في المسيرة التنموية بالدول العربية، منوهة بأنه على مدار السنوات الماضية تعمل الجامعة العربية على تعزيز دور القطاع المدني ومواكبة ما تحققه مؤسساته من إنجازات في عدد من المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وربط جسور التواصل معها، لذلك تعقد الأمانة العامة لجامعة الدول العربية منتدى الشباب العربي بشكل منتظم على هامش دورات القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية، حيث يعد المنتدى آلية من آليات العمل العربي المشترك التي تم اعتمادها لضمان مشاركة الشباب العربي في رسم خريطة العمل التنموي في الدول العربية، وهو الأمر الذي يتحقق من خلال الرسائل والتوصيات التي تصدر مع نهاية أعماله ليتم اعتمادها من قبل القادة العرب.

من جهته أكد الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة ان الوزارة تحرص على تعزيز جهود استشراف المستقبل والتعامل مع تحدياته مشيرا إلى أن الوزارة كان لها دور في هذا الصدد بإنشاء كيانات شبابية لاستشراف المستقبل والتعامل مع تحدياته واحتياجاته.

جاء ذلك في كلمة في افتتاح ملتقى الشباب العربي واستشراف المستقبل الذي عقد بمقر جامعة الدول العربية بتنظيم من قبل مجلس الشباب العربي للتنمية المتكاملة بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة (الإدارة المركزية للتعليم المدني).

ودعا الدكتور أشرف صبحي الذي يترأس ايضا المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الشباب والرياضة العرب المشاركين في المؤتمر إلى الخروج بشئ عملي يجسد جهود المشاركين وأن يكون هناك توصيات لها صفة الاستمرارية ردادية ويمكن تطبيقها وقياسها.

واكد ان موضوع استشراف المستقبل، مهم بعناصره المختلفة ويشمل ذلك استشراف المستقبل فيما يتعلق باقتصادات الشباب العربي ووحدة لحمة الشباب العربي والتبادل الوظيفي والبطالة والتلاقي الاجتماعي للشباب العربي.

وشدد على أهمية العمل عبر استشراف المستقبل في كل التحديات التي تواجه العالم العربي وشبابه في ظل العالم الذي أصبح صغيرا جراء سرعة الاتصال لان هذا التشابك الذي يحدث يجب ان يكون أمامه وقفة وفكر للشباب العربي.

ومن جانبه قال وزير الخارجية الأسبق السفير محمد العرابى “إن هذا الملتقى يحقق عدة أهداف مهمة، منها تعزيز مشاركة الشباب وتعزيز التضامن العربي، وكذلك تعزيز جهود تحقيق التنمية المستدامة”.

وأضاف: “أننا بهذا الملتقى نشكل أرضية صلبة قوية للعمل العربي المشترك”، معربا عن تمنياته في أن تقدم مخرجات هذا المؤتمر إلى القمة العربية الدورية القادمة.

ومن جانبها، قالت الدكتورة مشيرة أبوغالي مؤسس ورئيس مجلس الشباب العربي للتنمية المتكاملة، الذي ينظم الملتقى، “إنه رغم ما يبذل من جهد إلا أن هناك تحديات جسام تتطلب مشاركة أكبر للشباب وتكاتف الأيدي مع كافة فئات الشعب في إطار استراتيجيات زمنية ممنهجة تعمل علي تحويل التحديات إلى إنجازات تلقي بثمارها علي شعوبنا العربية، خاصة الشباب الذي يمثل العمود الفقري للآمة العربية، وتمثل بطالة المتعلمين منهم نسبة 60 من نسبة السكان بالوطن العربي”.

وأكدت أن التحديات لا تنفصل عن بعضها، مشددة أنه ينبغي على الدول العربية توفير ما لا يقل عن خمسة ملايين فرصة عمل سنوياً، حتى لا يصل عدد العاطلين الي 80 مليوناً عام 2025.. ولفتت إلى أن تحدي البطالة لا يتوقف عند حد صعوبة إيجاد الشاب أو الشابة فرصة عمل فقط، وإنما يمتد بتأثيرها سلبا على اقتصاديات الدول العربية، حيث تكلف البطالة اقتصاديات الدول العربية نفقات تقدر بنحو 50 مليار دولار سنويا، في الوقت التي يشير فيه معدل النمو بالقوة العاملة في الدول العربية من بين الأكثر ارتفاعا في العالم، وينمو بنحو 3% سنويا.

وأضافت أبو غالي أنه انطلاقا من هذه التحديات جاء تنظيم مجلس الشباب العربي للتنمية المتكاملة لهذا الملتقي المهم “الشباب العربي واستشراف المستقبل” تحت شعار “شركاء لتعزيز الاستدامة للعمل العربي المشترك” تحت رعاية كريمة ومستدامة من جامعة الدول العربية، وبالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة الإدارة المركزية للتعليم المدني وتأهيل الكوادر الشبابية، بهدف تعزيز الشراكة بين الحكومات والمجتمع المدني للعمل الشبابي العربي المشترك تجاه تنفيذ أهداف التنمية المستدامة والعمل على تحقيق شراكة مستدامة في ريادة الأعمال والأمن الغذائي والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والطاقة والبحث العلمي والابتكار، والتي تعد ضروريات يتوقف عليها استشراف مستقبل الشباب العربي ليكون أكثر تأثيرا وأكثرا عطاء بخطوات إيجابية مثمرة.

وتابعت أن “مؤتمر اليوم ينعقد في ظل حراك عربي للعمل العربي المشترك أحدثته جامعة الدول العربية بدعوتها الشباب والمجتمع المدني للمساهمة في تعزيز العمل العربي المشترك يهدف خلق شراكة حقيقية بين الشباب والمجتمع المدني والحكومات من أجل دور أكبر للشباب للمساهمة في دفع عجلة التنمية بدولنا العربية، وتمكينهم من المشاركة الحقيقية في نشاطات التنمية وبناء القاعدة العلمية وتوطين التكنولوجيات المتقدمة”.

وقالت إن “هذا ما نسعي إليه في ظل حقبة زمنية صعبة وحرجة أصبح سلاحها التقدم الاقتصادي الذي أصبح مصدرا لسيطرة الدول على بعضها البعض، ونحن أمة تحسد علي شبابها، ومن هنا تكمن المشكلة الحقيقية في كيفية المساهمة بالتحرك بعيدا عن الأطر التقليدية لتوظيف وتشغيل الشباب”.

وأشارت إلى أن ثروة الأمم أصبحت تقاس بقيمة المعلومات ونوعيتها وسرعة اكتسابها ومعالجتها واختيار المناسب منها للتطبيق، كما يقاس العائد الاستثماري بعدد الشباب المشاركين في بناء التنمية الاجتماعية والاقتصادية، وفي تقديم المعلومات العلمية والدعم الفني لمشاريع التنمية.

ونوهت بأن ملتقي الشباب العربي سيشهد نقاشا مهما في جلسة خاصة حول دور الشباب العربي في دعم الشعب الفلسطيني تنمويا، كما يشهد على مدار يومين نقاشات حول عدة محاور تناولت الثورة الاقتصادية في العالم وأثرها علي المشروعات الصغيرة والمتوسطة، ودور الذكاء الاصطناعي في دعم المشروعات الصغيرة المغذية للصناعات الكبرى، ودور مؤسسات التمويل العربية في دعم ريادة الأعمال، ودورالتنمية الصناعية العربية في دعم تأهيل وتدريب الشباب وتحقيق التكامل الاقتصادي، وصناعة التكنولوجيا ودورها في توفير فرص عمل توافق مستجدات العصر، ودور شباب الباحثين والمخترعين في دعم الاقتصاديات العربية، ودور الشباب العربي في تسويق ألمنتح العربي، والتجارب العربية الداعمه للتنمية المستدامة، ومقترحات الشباب العربي لتطوير آليات وسياسات التعاون العربية لتعزيز الأمن الغذائي والصحي وأمن الطاقة ومواجهة تغير المناخ في الوطن العربي، وكذا مد جسور التعاون مع الشباب العربي في المهجر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى