كرّم مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية الفائزين بجائزة المجمع في دورتها الثانية، وذلك خلال احتفال أقيم مساء أمس في الرياض تحت رعاية صاحب السمو الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة رئيس مجلس أمناء المجمع، وبحضور عدد من ممثلي المؤسسات والشخصيات اللغوية والثقافية من دول العالم.
ومنحت جائزة المجمع في “فرع تعليم اللغة العربية وتعلمها” عن فئة الأفراد الدكتور محمود أحمد إبراهيم السيد، وعن فئة المؤسسات لمعهد تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها لجامعة أم القرى.
وفي “فرع حوسبة اللغة العربية وخدمتها بالتقنيات الحديثة” منحت الجائزة للدكتورة منى طلعت عبد الجواد دياب عن فئة الأفراد، ولمعهد قطر لبحوث الحوسبة عن فئة المؤسسات، وفي “فرع أبحاث اللغة العربية ودراساتها العلمية” منحت الجائزة للدكتور أحمد علي محمد المتوكل عن فئة الأفراد، ولجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عن فئة المؤسسات.
وفي “فرع نشر الوعي اللغوي وإبداع مبادرات مجتمعية لغوية” منحت الجائزة عن فئة الأفراد للدكتور سليمان بن عبد العزيز العيوني، وعن فئة المؤسسات لمجمع اللغة العربية في الأردن.
ومر المرشحون لنيل الجائزة على ثلاث دورات تحكيمية متتالية مر بها المترشحون، حيث أشرفت عليها لجان مستقلة مكونة من ثمانيةَ عشرَ محكَّمًا من ست دول مختلفة، عملوا على تحكيم الأعمال المترشحة وفق معايير محددة تتضمن مؤشرات تقيس مدى الإبداع والابتكار، والتميز في الأداء، وتحقيق الشمولية وسعة الانتشار، والفاعليَّة والأثر المتحقق، فيما بلغ مجموع قيمة الجوائز المخصصة للأفراد والمؤسسات أكثر من مليون وستمائة ألف ريال (1.600.000).
وأكد الأمين العام المكلف لمجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية الدكتور عبدالله بن صالح الوشمي بهذه المناسبة، أن الجائزة تُعد جزءًا من سياق العمل التأسيسي المتكامل للمجمع، وتندرج ضِمن أهدافه الاستراتيجية المنبثقة من رؤية السعودية 2030؛ وهي تُجسِّد اهتمامه بتعزيز الهوية، وبعث الأصالة، وإثراء الإنسان في جوانب شخصيته ومهاراته، وحفظ الهوية اللغوية، وترسيخ الثقافة العربية، وتأكيد جهوده في تعزيز صدارة لغة الضاد بين لغات العالم، مشيرًا إلى أن الاحتفاء بتكريم الفائزين بالجائزة التي تحمل اسمًا عزيزًا غاليًا علينا جميعًا يعدّ تثمينًا وتقديرًا لجهود خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- في خدمة الثقافة العربية، وحرصهما الدائم على تقديم الدعم الكامل لكل ما يصون لغتنا العربية ويحافظ على سلامتها.
وثمن الدكتور الوشمي الدعم غير المحدود للجائزة من صاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان وزير الثقافة رئيس مجلس أمناء المجمع؛ موضحًا أن الاحتفاء بكوكبة جديدة من الفائزين يأتي تقديرًا لجهودهم وإسهامهم في خدمة اللُّغة العربية وإثرائها إنتاجًا وإبداعًا وحماية، وتشجيعًا للآخرين ليستمروا على هذا النهج؛ على نحوٍ سيكون له أبلغ الأثر في بعث روح التنافس الشريف بين المُهتمين والمُختصين.
وأضاف قائلا “حظيت الدورة الثانية بإقبال مشهود، وتميزت بمُشاركات واسعة؛ إذ استقبلت أكثر من 200 مُشاركة من المُهتمين والمُختصين باللُّغة العربية ومجالاتها المُختلفة، وبلغ مجموع مُشاركات الأفراد 141 مشاركة مقابل 139 مشاركة من المؤسسات؛ وهو الأمر الذي يُجسِّد أهمية الجائزة وما تجده من اهتمام ومُتابعة وتفاعل كبير على المستويين المحلي والدولي”.
وتضمنت الجائزة أربعة فروع هي: تعليم اللغة العربية وتعلمها، وحوسبة اللغة العربية وخدمتها بالتقنيات الحديثة، وأبحاث اللغة العربية ودراساتها العلمية، ونشر الوعي اللغوي وإبداع المبادرات المجتمعية اللغوية، إضافة إلى تسليط الضوء على عِظَم المهمة التي يضطلع بها الفائزون بالجائزة في حفظ الهوية اللغوية، وترسيخ الثقافة العربية، وتعميق الولاء لها، وتجويد التواصل بين أفراد المجتمع العربي، وتكثيف التنافس في المجالات المستهدَفة.