قال السفير الروسي لدى واشنطن أناتولي أنطونوف، اليوم الثلاثاء، إن الولايات المتحدة حولت مبادرة حبوب البحر الأسود إلى مشروع تجاري يعود بالنفع على الشركات الزراعية الغربية، لذلك فإن قرار موسكو بالتوقف عن المشاركة في الاتفاق يتوافق تماما مع الظروف الراهنة.
وقال “أنطونوف”- تعليقا على دعوات الإدارة الأمريكية لعودة موسكو لاتفاق الحبوب في أقرب وقت ممكن- إن “واشنطن لم تحرك ساكنا للقضاء على تشوهات الاتفاقات الزراعية التي أوجدتها الولايات المتحدة”.
وتابع: “في الوقت نفسه، حولت الولايات المتحدة مبادرة حبوب البحر الأسود التي صممت في الأصل بهدف المساعدات الإنسانية، إلى مشروع تجاري لصالح الشركات الزراعية الغربية”.
وشدد الدبلوماسي الروسي، على أنه “لمدة عام تقريبا، تم توفير المنتجات الغذائية ليس للبلدان المعدمة، ولكن بشكل أساسي للدول الغربية المتقدمة”.
وتساءل السفير الروسي لدى واشنطن أناتولي أنطونوف، قائلًا: “ماذا فعلت السلطات المحلية لضمان التنفيذ الفعال لاتفاقيات إسطنبول المترابطة؟!”.
وتابع: “ربما تكون قد أسهمت في إزالة الحواجز التي تعرقل تنفيذ مذكرة روسيا والأمم المتحدة بشأن الترويج للحبوب والأسمدة الروسية في الأسواق العالمية، وهي لا تقل أهمية عن الأمن الغذائي العالمي”.
وأضاف الدبلوماسي الروسي، “أن قرار بلادنا بعدم تجديد المشاركة في صفقة الحبوب يتوافق تماما مع الظروف الحالية”، مضيفا “على الإدارة الأمريكية التوقف عن تضليل بقية العالم، وسنكون مستعدين للنظر في مسألة استعادة الآلية فقط عندما نكون على يقين تام بكفاءة وفعالية حزمة اتفاقيات إسطنبول”.
وأكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف، أمس الإثنين، أن اتفاقات البحر الأسود قد تم إنهاؤها فعليا، ولم يتم الوفاء بالجزء من الصفقة المتعلق بروسيا.
جدير بالذكر أنه تم التوقيع، في 22 يوليو 2022، بإسطنبول على حزمة من الوثائق الخاصة بتوريد المواد الغذائية والأسمدة إلى السوق الدولية، وتم إبرام الاتفاقيات في الأصل لمدة 120 يوما حتى تم تمديدها لنفس الفترة، في نوفمبر الماضي، كما أعلنت روسيا تمديد الصفقة لمدة 60 يوما، مارس الماضي، وتم تمديد صفقة الحبوب لمدة شهرين آخرين، في 18 مايو.