اعتاد أهالي محافظة بورسعيد، تلك المحافظة الساحلية المطلة على البحر الأبيض المتوسط، على العديد من العادات والتقاليد التي يفعلونها لاستقبال عيد الأضحى المبارك والاحتفال به في أول أيامه، كعادة الشعب المصري الأصيل.
ففي يوم عرفة وقفة عيد الأضحى المبارك تجد البيوت تتزين وتقوم ربة المنزل بأعمال التنظيف قبلها على الأقل بأسبوع كامل، للتفرغ يوم عرفة للصيام والذكر من ناحية، وطهي اللحم من ناحية أخرى، وتنبعث روائح الطبخ الزكية في شوارع الأحياء السكنية، احتفالا بهذا اليوم المبارك.
وفي ليل يوم عرفة يستعد الجميع لأول أيام عيد الأضحى حيث السهر وارتداء الملابس الجديدة، وتحضير وشراء التسالي من الحلوى و المكسرات والفول السوداني واللب بأنواعه المختلفة، ومن ثم الانطلاق الي ساحات صلاة العيد والتى تنتشر بكافة أحياء محافظة بورسعيد فبمجرد سماع تكبيرات العيد عقب صلاة الفجر تجد الشوارع امتلأت بالمواطنين من مختلف الأعمار حيث يرتدي الرجال والشباب والفتيان الجلباب الأبيض، مصطحبين النساء مرتديات العبايات الواسعة المخصصة للصلاة.
وينتشر بائعو البالونات والقبعات الملونة بالألوان المبهجة، والألعاب التي يأتي أغلبها على شكل خروف صوفي للأطفال، في كافة الشوارع الميادين العامة وعلى الأرصفة وفي أماكن ساحات الصلاة والمساجد والمتنزهات العامة، حيث يحرص الآباء على الشراء منهم لأطفالهم.
وعقب إنتهاء صلاة العيد مباشرة يأتي مشهد ذبح الأضاحي الذي يتجمع حوله العشرات من الأهالي لمشاهدته وإحياء الشعائر الدينية الإسلامية، ويحرص من يريد ذبح أضحيته على شرائها قبل العيد بفترة وجيزة والإعتناء بها حتى يقوم بذبحها يوم العيد صباحا وسط تواجد أسرته وأفراد عائلته احتفالا بها، فتجد الجزارين يعلقون أحبال من الانوار الملونة و يضعون سرادقات بمحيط محالهم التجارية للقيام بعملية ذبح الأضاحي واحتواء عدد كبير منها.
وبعد انتهاء عملية ذبح الأضاحي يتم توزيع اللحوم على أهالي المضحين وأقاربهم والمعارف والمحتاجين، وتتجهز موائد المنازل لتحضير الإفطار المعتاد أول يوم في عيد الأضحى والذي يكون على الأغلب عبارة عن فتة الخل والثوم بالرقاق والارز الأبيض ومكعبات اللحم الأحمر، الكبدة، بمختلف أنواعها.
ويأتي موعد عزومات الغذاء في أول أيام عيد الأضحى المبارك، وتبادل الزيارات بين الأهل والأقارب، لتمتلئ البيوت بالأحباب، الذين يتجمعون على مائدة واحدة بها مختلف أنواع اللحوم، المشوية على الفحم والمطبوخة إلى جانب طواجن الكوارع والعكاوي و الممبار وغيرها.
ويحب الأطفال عيد الأضحى المبارك حيث يفرحون بارتداء الملابس الجديدة، وشراء البالونات ذات الألوان المبهجة، ولعبة خروف العيد التي تطور شكلها وأنواعها عن ذي قبل، وتناول الوجبات المحببة لهم، والخروج الي الملاهي والمتنزهات، و اخذ العيدية ذات العملات الجديدة ليسعدون بها.
ومع قدوم فصل الصيف تجد عيد الأضحى المبارك في بورسعيد، بنكهة صيفية ممتعة حيث تكتظ شواطئ بورسعيد بالأهالي والمصطافين، والقري السياحية نسبة اشغالها 100%، وشارع طرح البحر يمتلئ بالمواطنين، لاسيما مطاعم اللحوم المشوية والكبابجية، فضلا عن الحدائق والملاهي، وغيرها.
وبلقائنا مع عدد من المواطنين، قالت روفان محمد، معلمة، اعتدت على الذهاب لصلاة العيد مع صديقاتي، بمسجد السلام الكائن في حي الشرق بشارع طرح البحر حيث توجد الكثير من مظاهر الفرحة والبهجة، وعقب انتهاء الصلاة يقوم عدد من أهالي الحي بإلقاء شلال الفرحة من فوق أحد الأبراج السكنية هناك عبارة عن مجموعة كبيرة بمئات البالونات الملونة التي تسعد الكبار قبل الصغار، ومعها الهدايا للأطفال لإدخال البهجة والسرور على قلوبهم في يوم العيد.
وأضاف باهر مسعد، تاجر، اعتدت على شراء الاضحية قبل اسابيع من يوم عيد الأضحى، ونذهب لأداء صلاة العيد ثم نتوجه لمكان الذبح وسط فرحة أبنائي وزوجتي واسرتي، لإحياء شعيرة من أهم شعائر الدين الإسلامي.
وأوضح محمد حسن، طالب بكلية الحقوق، أنه اعتاد السهر من ليلة وقفة العيد مع أصحابه، وركوب السيارة والتمشية بها في شوارع المحافظة لاسيما شارع طرح البحر، حتى فجر أول يوم العيد ومن ثم الذهاب للصلاة في ساحة المعمورة، ومشاهدة عملية ذبح الأضاحي، وتناول الافطار ومن ثم الخروج الي الشاطئ والتنزه احتفالا بالعيد.
أداء صلاة العيد في بورفؤاد
اللعب مع الأطفال
حديقة فريال التاريخية
شلالات البلالين في الأندية
شلالات البلالين