على الرغم من صغر مساحتها وتعدادها السكانى، إلا أن بورسعيد لديها أماكن ومبان لها تاريخ، وترتبط بأحداث هامة فى تاريخ مصر بشكل عام والمحافظة بشكل خاص.
أصبحت بورسعيد مطمع لكل الأعداء كونها البوابة الشمالية الشرقية لمصر، وتعرضت لغارات واحتلالات عديدة، فانتشرت فيها ثقافات عدة خاصة الأوروبية، وتركت مبانى وأماكن لها تاريخ فى تلك المحافظة الصغيرة، ومن بينها فنار بورسعيد
فنار بورسعيد
يُعد فنار بورسعيد أو منارة بورسعيد، أحد المبانى التى أنشائها الفرنسيين، والذى أصبح واحداً من أهم المعالم السياحية والأثرية فى المدينة، ويمثل نموذجاً فريداً لتطور عمارة القرن التاسع عشر.
الموقع
يقع فنار بورسعيد الذى أُنشئ عام 1869 بحى الشرق أحد الأحياء القديمة والشهيرة ببورسعيد وكان يعرف قديما بحى الأفرنجى، ويطل الفنار بواجهته الرئيسية ناحية الشرق على شارع فلسطين «السلطان حسين سابقا»، ومن الناحية الغربية على شارع ممفيس «محمود صدقى سابقا»، ومن الناحية الشمالية على شارع الطائف، ومن الجنوب على شارع الجبرتى، بالقرب من النهاية الداخلية لحاجز الأمواج الغربى للقناة.
لمحة تاريخية
قال المهندس محمد بيوض، المؤرخ البورسعيدى، أن الفنار أنشئ فى عهد الخديوى إسماعيل فى يونيو 1869، ودخل فى العمل الفعلى فبراير 1870، ويعتبر هذا الفنار أول منارة بنيت بالخرسانة المسلحة فى العالم، وقد أشرف على بنائه المهندس الفرنسى الشهير فرنسوا كونييه.
وأوضح “بيوض”، أن ما يميز الفنار ليس فقط أسبقيته فى مادة البناء ولكن أيضا استمراره وثباته طوال هذا الوقت حيث تعتبر هذه هى المرة الأولى التى يستخدم فيها هذا النوع من الأعمال فى البناء.
وقام البناءون يوما بعد يوم برص طبقات يصل سمكها من 20 إلى 25 سم، ولضمان تماسك المكونات ككل، كان يتم تدعيم الخليط داخليا بدعامات بناء حديدية مسطحة توضع إما بتوجيهها نحو مركز مشترك موحد أو بزوايا عمودية قائمة، وكان هذا بمثابة ابتكار وتجديد، وتم استخدام الخرسانة منذ ذلك الحين كمادة بناء مستقلة، وليس فقط كمادة للحشو مع تدعيمها، فضلاً عن ذلك بدعامات معدنية، وكان ذلك عبارة عن اختراع الخرسانة المسلحة.
الفنار ضمن الآثار
وصدر قرار وزير الدولة لشئون الآثار رقم 392 لسنة 2012 بضم مبنى فنار بورسعيد القديم وملحقاته ضمن الآثار الإسلامية والقبطية بالمحافظة.
قِبلة السياح والزوار
وتشهد المنطقة المحيطة بفنار بورسعيد، توافداً من الأهالى والزوار من المحافظات الأخرى، بل والسياح من كافة الدول التى ترسو سفنهم على بُعد أمتار من الفنار فى مرسى الميناء السياحى، وذلك لرؤية هذه الفنارة الخرسانية الأولى فى العالم، كما يستطيع الزوار رؤية هذا العمل المعمارى بشكل واضح من الممشى السياحى لقناة السويس، أو حتى خلال العبور باللنشات داخل مياه القناة، ويظهر كذلك من المعديات أيضاً.
الفنار ببورسعيد
الفنار قديما
الفنار من القناة
الفنار من الممشى