قد تؤدي العقود القليلة القادمة إلى انهيار ملحمي في سوق الأسهم، وفقاً لأستاذ الاقتصاد الفنلندي والباحث من جامعة فاسا الذي يدق ناقوس الخطر بشأن أزمة مالية عالمية وصفها بأنها “هرمجدون”.
وفي ورقة بحثية حديثة بعنوان “هرمجدون للأسواق المالية: هل ستنهار سوق الأسهم الأميركية في النهاية؟”، أشار كلاوس غروسبي إلى الأحداث غير العادية التي هزت الأسواق على مدار العقد الماضي، بما في ذلك الأزمة المالية لعام 2008، والوباء، وحرب روسيا – أوكرانيا التي عصفت بالأسواق المالية العالمية منذ العام الماضي.
وقال غروسبي، إن هذه الضغوطات كان لها جميعا تأثيرات “دراماتيكية” على الاقتصاد العالمي، مما أدى إلى تعطيل سلاسل التوريد وتسبب في ارتفاع التضخم الذي ما زال محافظو البنوك المركزية يحاولون السيطرة عليه. وحتى الآن في الولايات المتحدة، رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار 450 نقطة أساس لمحاربة التضخم. ولكن عندما يقترن ذلك بمستويات متضخمة للديون الأميركية، فقد يضطر محافظو البنوك المركزية إلى الاختيار بين تخفيف أعباء الديون أو القضاء على الأسعار المرتفعة، كما يحذر الاقتصاديون، مما يعني أن الركود الحاد وانهيار سوق الأسهم قد يكون في الأفق.
أعادت ورقة غروسبي فحص الدراسات السابقة لانهيارات سوق الأسهم لتحديد ما إذا كانت هناك كارثة أخرى في طريقها إلى سوق الولايات المتحدة. وعلى وجه التحديد، أشار إلى ورقة عام 2001 التي خلصت إلى أن سوق الأسهم الأميركية كان ينمو بمثل هذا المعدل الذي كان يتجه إلى “التفرد الزمني المحدود” – مما يعني أن النمو غير مستدام، وسيؤدي في النهاية إلى “انهيار مروع” في الأسهم.
ووفقاً للورقة البحثية الصادرة عام 2001، والتي استندت إلى بيانات بين عامي 1970-1999 من مؤشر داو جونز 30. وباستخدام نموذج يكتشف نمواً أسرع من الأسي لتحديد فقاعات سوق الأسهم، خلص الباحثون إلى أن سوق الأسهم الأميركية كانت تتجه نحو الانهيار في عام 2052.
واعتمد غروسبي على نفس النموذج باستخدام بيانات سوق الأسهم لمؤشر S&P 500 على مدار العشرين عاماً الماضية، والتي من شأنها أن تفسر انهيار “دوت كوم”، وأزمة عام 2008، فضلاً عن الركود الناجم عن جائحة عام 2020، والذي أدى جميعها إلى ركود حاد.
كما أعاد معايرة النموذج، حيث تظهر التحليلات الأخرى أنه قد يكون هناك مبالغة في تقدير الوقت الذي يستغرقه حدوث انهيار سوق الأسهم. وقد يكون ذلك بسبب “السياسات النقدية المتطرفة” للبنك المركزي في السنوات السابقة، والتي يتوقع غروسبي أنها قد تسرع من اندلاع أزمة مالية. وقارن الانهيار القادم بأحداث 1987 و1929، وهما الحدثان اللذين شهدا انهيار حاد لرسملة السوق في وقت قصير جداً.
وتؤكد تلك النتائج تحذيرات من معلقين بارزين في وول ستريت يقولون إن كارثة تلوح في الأفق في سوق الأسهم. إذ حذر المستثمر الأسطوري جيريمي غرانثام المستثمرين الأسبوع الماضي من انهيار “مزعج” يمكن أن يقضي على 50% من قيمة مؤشر S&P 500.
كما حذر الرئيس التنفيذي لشركة “بريدج ووتر”، راي داليو، مراراً وتكراراً من أن الأسواق المالية تتجه نحو نظام عالمي جديد – وبعد رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي الأخير لسعر الفائدة، يمكن أن تؤدي أسعار الفائدة المرتفعة بسهولة إلى ركود حاد وهبوط بنسبة 20% في الأسهم.