تواجه صناعة الكرتون العالمية أزمة كبيرة، حيث تعمل المطاحن التي تنتج الورق المقوى على خفض الإنتاج في جميع أنحاء العالم، وهي علامة مقلقة على تباطؤ حجم التجارة العالمية، لاسيما أن معظم مخرجات الإنتاج تحتاج إلى استخدام الكرتون.
وتعد الصناديق الكرتونية ذات أهمية كبيرة للتجارة العالمية، حيث تستخدم تقريبًا في كل خطوة من خطوات رحلة السلعة عبر سلسلة التوريد، مما يجعلها مؤشرًا رئيسيًا يعكس أداء اقتصادات الدول.
تحليلات مقلقة
وذكر آدم جوزيفسون، المحلل في «KeyBanc» للاستشارات، أن الضعف الشديد في الطلب العالمي على الصناديق الكرتونية، يعد مؤشر على مدى ضعف أجزاء كثيرة من الاقتصاد العالمي، لاسيما مع تزايد المخاوف من أن العديد من أكبر الاقتصادات في العالم ستدخل في ركود العام المقبل 2023.
وقال ريان فوكس، المحلل في وكالة بلومبرج، إن شركات أمريكا الشمالية التي تصنع المواد الخام لصناديق الكرتون أغلقت ما يقرب من مليون طن من قدراتها الإنتاجية في الربع الثالث، ومن المتوقع حدوث سيناريو مماثل خلال الربع الرابع، وهو ما دفع الأسعار للانخفاض للمرة الأولى منذ عام 2020.
استهلاك متراجع
ويُظهر الطلب العالمي على صناديق التغليف ضعفًا للمرة الأولى منذ عام 2020، عندما عاودت الاقتصادات نشاطها بعد الموجة الأولى لجائحة كورونا، مما أدى إلى تراجع الأسعار في الولايات المتحدة في نوفمبر للمرة الأولى منذ عامين.
وأشارت وكالة بلومبرج، أن صادرات الولايات المتحدة، والتي تعد أكبر مصدر في العالم، إلى الخارج تراجعت بنسبة 21% في أكتوبر 2022 مقارنة بالعام السابق.
كما أعلنت شركة «WestRock and Packaging Corp»، عن إغلاق مصانع أو تعطل الآلات، مع تراجع الطلب.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة «Klabin»، كريستيانو تيكسيرا، إن أكبر مصدر لأوراق التغليف في البرازيل، تدرس خفض صادراتها بما يصل إلى 200 ألف طن متري العام المقبل، وهو ما يقرب من نصف الكمية المصدرة في العام المنتهي سبتمبر 2022.
إنتاج الكرتون
زاد إنتاج الدول الأعضاء في منظمة الاتحاد الأوروبي لصناعة اللب والورق «Cepi» من الورق والكرتون بفعل الانتعاش الاقتصادي بنحو 5.8% في 2021 مقارنة بالعام السابق، حيث بلغ إجمالي الإنتاج في عام 2021 نحو 90.2 مليون طن، بما يتماشى مع نمو اقتصاد الاتحاد الأوروبي.