أسواق وأعمال

مركز «الملاذ الآمن»: الفضة ترتفع عالميًا ومحليًا بدعم من ضعف الدولار وترقّب محضر الفيدرالي

سجّلت أسعار الفضة ارتفاعًا ملحوظًا خلال تعاملات اليوم الأربعاء في كلٍّ من السوق المحلية والبورصة العالمية، في ظل حالة ترقّب واسعة لمحضر الاجتماع الأخير لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، وتزايد مؤشرات التباطؤ في سوق العمل، ما عزّز توجه المستثمرين نحو المعادن النفيسة كملاذ آمن في ظل الضبابية الاقتصادية العالمية.

تحركات السوق المحلية

أظهر تقرير صادر عن مركز «الملاذ الآمن» أن جرام الفضة عيار 800 صعد من 66 إلى 68 جنيهًا، فيما بلغ عيار 925 نحو 79 جنيهًا، وسجّل عيار 999 حوالي 85 جنيهًا، بينما استقر جنيه الفضة عند 632 جنيهًا دون تغيير. وقد أكدت البيانات المحلية على استمرار الطلب على الفضة بين المستثمرين والمستهلكين على حد سواء، لا سيما في ظل انخفاض عائدات الأسهم التقليدية وتراجع الثقة في الأسواق المالية.

ارتفاع عالمي مدعوم بتراجع الدولار

على الصعيد العالمي، ارتفع سعر الأوقية من 51 إلى 52 دولارًا، مدعومًا بتراجع مؤشر الدولار بنحو 0.2% وفق بيانات رويترز، في ظل ترقّب الأسواق لمحضر اجتماع الفيدرالي لشهر أكتوبر. ويعتبر ضعف الدولار أحد العوامل الرئيسية التي تزيد جاذبية المعادن المقوّمة بالدولار، ومنها الفضة، إذ تصبح أقل تكلفة لحائزي العملات الأخرى.

تشير بيانات CME FedWatch إلى هبوط توقعات خفض الفائدة في اجتماع ديسمبر إلى قرابة 47%، في ظل استمرار الانقسام داخل الفيدرالي بشأن توقيت بدء دورة التيسير النقدي، وهو ما يزيد من حالة الحذر في الأسواق ويجعل الفضة خيارًا أكثر أمانًا للمستثمرين.

تباطؤ سوق العمل يعطي دفعة للمعادن الصناعية

تستفيد الفضة من طبيعتها المزدوجة كمعادن ثمينة وصناعية، مما يجعلها أكثر حساسية لمؤشرات النشاط الاقتصادي. فقد أظهرت بيانات ADP الصادرة أمس تراجع متوسط الوظائف في القطاع الخاص خلال الأسابيع الأربعة المنتهية في 1 نوفمبر، بالتزامن مع ارتفاع طلبات إعانات البطالة المستمرة لأعلى مستوى منذ أغسطس، وهو ما يعكس بداية تباطؤ في سوق العمل الأمريكي.

هذه المؤشرات الاقتصادية، إلى جانب الهبوط الحاد في الأسهم العالمية نتيجة مخاوف تقييمات شركات التكنولوجيا، دفعت المستثمرين إلى تعزيز مراكزهم في المعادن النفيسة، ومنها الفضة، باعتبارها ملاذًا آمنًا وسط التقلبات الاقتصادية.

طلب صناعي قوي يدعم الأسعار على المدى المتوسط

وفق تقرير «Bloomberg Metals Outlook»، يواصل الطلب الصناعي، خاصة من قطاع الطاقة الشمسية والإلكترونيات، تقديم دعم أساسي لسوق الفضة، فيما يشير تقرير Silver Institute إلى استمرار العجز في المعروض العالمي للعام الثالث على التوالي، وهو ما يمنح الأسعار دعمًا هيكليًا قد يمتد إلى الربع الأول من 2026.

تسود حالة من الحذر في الأسواق قبيل صدور محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، والذي قد يوضح أسباب تردد صانعي السياسات في الالتزام بخفض الفائدة في ديسمبر، رغم خفض سابق بمقدار 25 نقطة أساس في أكتوبر. كما ينتظر المستثمرون التقرير المؤجّل للوظائف غير الزراعية لشهر سبتمبر، والمقرر صدوره غدًا الخميس، وسط توقعات بزيادة بنحو 50 ألف وظيفة فقط، في ظل مؤشرات تباطؤ الزخم في سوق العمل.

رغم تراجع احتمالات خفض الفائدة، لا تزال الفضة تحظى بدعم واسع من هبوط الأسهم، وضعف الدولار، وتزايد المخاطر الجيوسياسية، في مزيج يعزز جاذبيتها كأصل دفاعي للمستثمرين خلال الجلسات المقبلة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى