وزيرة التخطيط: 116.2 مليار جنيه استثمارات مستهدفة في قطاع السياحة.. 99.5% منها للقطاع الخاص
تزامنًا مع الاستعدادات الجارية لافتتاح المتحف المصري الكبير

تزامنًا مع اقتراب موعد افتتاح المتحف المصري الكبير، استعرضت وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي في تقرير رسمي صادر عنها، مستهدفات قطاع السياحة والآثار في إطار خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية للعام المالي 2025/2026، مؤكدة أن هذا القطاع يُعد من الركائز الأساسية في دعم النمو الاقتصادي وتنويع مصادر الدخل القومي.
وخلال استعراضها للتقرير، أكدت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، أن المتحف المصري الكبير يمثل هدية مصر للعالم أجمع، كأكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة، ليكون شاهدًا جديدًا على عظمة وعراقة الحضارة المصرية القديمة، وتجسيدًا لاستمرار مسيرة البناء والتنمية في عهد فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية.
وأضافت أن السياحة في مصر تُعد قطاعًا استراتيجيًا بامتياز، لما تمتلكه البلاد من مقومات جذب فريدة ومتنوعة تمنحها ميزة تنافسية عالمية جعلتها ضمن أفضل المقاصد السياحية الكبرى على مستوى العالم. وأشارت إلى أن الحركة السياحية الوافدة إلى مصر حققت معدل نمو بلغ 23% خلال الفترة من 2019 إلى 2024، ما جعل مصر تحتل المركز السادس عالميًا بين الوجهات السياحية الأسرع نموًا.
المتحف المصري الكبير: منصة عالمية للمعرفة والتراث
أكدت الوزيرة أن المتحف المصري الكبير لا يُعد مجرد متحف للآثار، بل منصة مصرية موجهة للعالم للتعرف على التاريخ المصري القديم، ومركزًا لنشر المعرفة والبحث العلمي حول الحضارة المصرية التي أبهرت العالم لقرون. وأضافت أن هذا المشروع العملاق يُعد أحد رموز التنمية المستدامة التي تعكس الرؤية الوطنية لتكامل الهوية الحضارية مع التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
السياحة محرك للنمو الاقتصادي
أوضحت «المشاط» أن قطاع السياحة يُعد من أعلى القطاعات مساهمة في معدلات النمو الاقتصادي، وأحد المحركات الرئيسية للنموذج الاقتصادي الجديد الذي تتبناه الدولة من خلال «السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية».
وأشارت إلى أن القطاع حقق نموًا بنسبة 17.3% خلال العام المالي 2024/2025، نتيجة زيادة الاستثمارات في البنية التحتية السياحية، والتوسع في الطاقة الفندقية، مما أسهم في جذب أكثر من 17 مليون سائح خلال العام. كما ارتفع عدد السائحين إلى 17.4 مليون خلال العام المالي 2024/2025 مقارنة بـ 15 مليون سائح في العام السابق، فيما زادت الليالي السياحية إلى 179 مليون ليلة مقابل 154 مليون ليلة في العام المالي السابق.
استثمارات قطاع السياحة
أضافت الوزيرة أن خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية للعام المالي 2025/2026 تستهدف زيادة الاستثمارات بقطاع السياحة والآثار إلى 116.2 مليار جنيه، مقارنة بـ 72.4 مليار جنيه في خطة عام 2024/2025، بنسبة نمو 60.5%.
وأوضحت أن القطاع الخاص يستحوذ على النصيب الأكبر من إجمالي الاستثمارات بقيمة 115.6 مليار جنيه، أي 99.5% من إجمالي استثمارات القطاع، ما يعكس الدور الحيوي للقطاع الخاص في تعزيز التنمية السياحية.
تطور إيرادات السياحة
أشارت خطة التنمية إلى أن الدولة تستهدف زيادة عدد السائحين إلى نحو 19 مليون سائح بنهاية يونيو المقبل، ورفع عدد الليالي السياحية إلى حوالي 193 مليون ليلة، بما يساهم في زيادة العوائد من النقد الأجنبي وتعزيز الفائض في ميزان المدفوعات.
التوزيع الجغرافي للسياحة الوافدة
أوضح التقرير أن الدول الأوروبية تستحوذ على النسبة الأكبر من الحركة السياحية الوافدة إلى مصر بنسبة 58% من إجمالي عدد السائحين البالغ 14.9 مليون زائر في عام 2023، تليها منطقة الشرق الأوسط بنسبة 22.3%، ثم أمريكا الشمالية بنسبة 4%، وباقي مناطق العالم بنسبة 15.7%.
أما الدول الأكثر إرسالًا للسائحين إلى مصر خلال عام 2024 فهي: ألمانيا، روسيا، والمملكة العربية السعودية.
الطاقات الفندقية ومعدلات الإشغال
ووفقًا للتقرير، ارتفع عدد الغرف الفندقية إلى 228.1 ألف غرفة بنهاية ديسمبر 2024 مقارنة بـ 218.7 ألف غرفة عام 2023، بنسبة نمو 4.3%.
ويأتي ذلك في إطار الاستراتيجية الوطنية لتوسيع الطاقات الاستيعابية للفنادق والمنتجعات السياحية، وتطوير المنتجات السياحية لتواكب المعايير العالمية وتلبي تطلعات الزائرين من مختلف الأسواق الدولية.
ختامًا
أكدت الدكتورة رانيا المشاط أن الجهود المتكاملة لتطوير قطاع السياحة والآثار تمثل ركيزة أساسية في مسيرة التنمية الاقتصادية المستدامة، وأن افتتاح المتحف المصري الكبير سيكون حدثًا عالميًا استثنائيًا يعيد رسم صورة مصر على خريطة السياحة الدولية، ويجسد رؤية الدولة في الربط بين الماضي المجيد والمستقبل الواعد.





