
تمر المملكة العربية السعودية بمرحلة تحول وتطور غير مسبوقة، حيث كشفت قيادة المملكة في أبريل 2016 عن رؤية السعودية 2030، التي تستهدف بناء اقتصاد متنوع ومزدهر يتيح للجميع فرصاً واسعة لتحقيق النجاح.
وفي إطار هذه الرؤية الطموحة، اعتمدت المملكة في السنوات الأخيرة سياسات داعمة أسهمت في تعزيز الفرص الاقتصادية والاجتماعية، لا سيما في مجال تمكين المرأة حيث تشير أحدث البيانات الصادرة عن البنك الدولي إلى أن نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل السعودي ارتفعت من 17.4% في عام 2017 إلى 34.5% في عام 2023.
ويبرز قطاع التكنولوجيا كمثال واضح على التنوع المتنامي والشمول المتزايد في المملكة. ووفقاً لوزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، بلغت مشاركة المرأة في صناعة التكنولوجيا في السعودية 28% في عام 2021، متجاوزة بذلك المتوسط الأوروبي البالغ 19% وفقاً لبيانات البرلمان الأوروبي.
وتتمتع إريكسون بحضور راسخ في المملكة العربية السعودية لأكثر من أربعة عقود، حيث تواصل التزامها بدعم مسيرة التحول الرقمي، وتعزيز مكانة المملكة كوجهة عالمية رائدة في مجال التكنولوجيا. ومن خلال شراكاتها مع مختلف الجهات في المملكة، تعمل إريكسون على تمكين الكفاءات النسائية المحلية عبر تزويدهن بالمعرفة والمهارات اللازمة للإسهام في مسيرة الابتكار الرقمي، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية السعودية 2030.
وقد وفر لنا معرض “ليب 2025” منصة مثالية للتأكيد على أهمية التنوع والشمول كعوامل رئيسية في تعزيز الأداء وتحقيق قيمة أكبر للأعمال، إلى جانب المساهمة في بناء بيئات عمل أكثر تطوراً. وخلال النسخة الثالثة مما بات يعد كأحد أكبر وأبرز الأحداث التقنية العالمية، والتي تُنظم سنوياً في العاصمة السعودية الرياض، استضفنا جلستين مخصصتين للقيادة النسائية، حيث جمعنا نخبة من القيادات التنفيذية في قطاع تقنية المعلومات والاتصالات بالمملكة. وقد شاركت المتحدثات تجاربهن الشخصية في هذا المجال، إلى جانب مناقشة السبل الكفيلة بتعزيز شمولية القطاع ودعم مشاركة المرأة فيه.
وبالتعاون مع شركائنا، نظمنا أيضاً فعالية “الفتيات في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات”، حيث دعونا المواهب النسائية الشابة لزيارة أجنحتنا والاطلاع على أحدث التقنيات. كما وفرنا لهن فرصة حضور جلسة إعلامية تهدف إلى تحفيز اهتمامهن بمجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وتشجيعهن على استكشاف الفرص المهنية الواعدة في هذا القطاع الحيوي.
لا شكّ أن التعليم هو الأساس في تمكين الجيل الجديد من النساء وإعداده للعب أدوار قيادية في المستقبل. فمن خلال تنمية المهارات وتعزيز المعرفة، يمكن تمهيد الطريق أمام المواهب النسائية الشابة للتميز في مختلف المجالات. ويقع على عاتقنا جميعاً مسؤولية دعم هذه المسيرة عبر برامج الدراسات العليا، والتدريب الداخلي، والتوجيه المهني.
في إريكسون، أطلقنا برنامج مهندسي الجيل الجديد، المصمم خصيصاً لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، بهدف تأهيل الكفاءات الشابة في مجال الهندسة. ويعد برنامج Gen-E، وهو اختصار لـ Generation Ericsson، مبادرة متكاملة تهدف إلى تطوير المهارات التقنية لدى خريجي الهندسة، من خلال تدريب شامل على أحدث تقنياتنا وحلولنا وطرق التنفيذ، إلى جانب تزويدهم بالمعرفة حول عملياتنا وأدواتنا ومنهجيات العمل.
كما تعاونت فرقنا مع الجامعات السعودية لتوفير فرص التعلم والتطوير المهني للمواهب الشابة وفق أعلى المعايير العالمية. ومن أبرز هذه المبادرات برنامج الخريجين الذي أطلقناه في مركز ابتكار الجيل الخامس في الرياض، والذي استقطب 100 خريج جديد من أبرز الجامعات في المملكة، من بينهم 50 امرأة. وتسهم هذه المجموعة الواعدة اليوم في رسم ملامح جديدة للصناعة من خلال تطوير مجموعة واسعة من حالات استخدام الجيل الخامس في مختلف القطاعات.
نحرص في إريكسون على تمكين الطلاب عبر توفير التدريب العملي والتوجيه المهني من قبل نخبة من خبرائنا المتخصصين، كما نتيح لهم الوصول إلى بوابة التعلم الرقمي الخاصة بنا Ericsson Educate، والتي تهدف إلى تطوير مهارات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتعزيز الاستعداد للفرص الوظيفية في هذا القطاع الحيوي.
بالإضافة إلى ذلك، تُسهم مبادرات مثل “فلاش فورورد هاكاثون”، الذي ننظمها بالشراكة مع stc وVonage وجامعة الملك سعود، في تمكين المواهب الشابة، وإشراكها بفعالية في تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030. وتتيح هذه المسابقة للمشاركين فرصة العمل إلى جانب مرشدين مؤهلين، كما تجمع ألمع العقول من مختلف أنحاء المملكة لاستكشاف آفاق مستقبل التكنولوجيا، وتوفير مساحة للإبداع والابتكار.
وعلى الصعيد العالمي، نواصل دعم تعليم الفتيات في مجال التكنولوجيا من خلال برنامجنا الرائد Connect to Learn، الذي نجح حتى الآن في إتاحة الوصول إلى المحتوى التعليمي لأكثر من 485 ألف طفل وشاب في 43 دولة.
من خلال دعم تمكين المرأة وتعزيز مشاركتها في منظومة الابتكار والإبداع داخل المملكة العربية السعودية، نعمل على إتاحة الفرصة أمام الكفاءات النسائية للمساهمة الفاعلة في تشكيل مستقبل أكثر استدامة وترابطاً وشمولاً للمملكة.
*يذكر أن فدا كبي، هى نائب الرئيس ورئيس التسويق والاتصالات المؤسسية والاستدامة ومسؤولية الشركات في إريكسون الشرق الأوسط وإفريقيا