منوعات

أحمد الشهاوي يكتب: هدية السماء!

الحب هو الهدية السماوية المقدَّسة ، التي لا تتكرَّر كثيرًا ، وهو العلامة الأبرز على أن المرأة هي تجلي الإله على هذه الأرض ، تلك المرأة التي ظلت تُعْبد على مر العصور ، وتُشيَّد لها المعابد ، وما تزال تُعبد بصورٍ مختلفة ، وأشكالٍ شتى ، باعتبارها خالقةً وليست مخلوقةً ، ومن هنا كان لها السلطة الروحية والسطوة الحسية ، في الإغواء والاحتواء ، وكل عاشقٍ لها طقوس فريدة في ممارسته تلك العبادة .

ولا حُب يمكن أن يُعوَّل عليه ، دون معرفة الإجابة عن السؤال الجوهري : ما هو الحُب ؟ ، قبل أن يعرف العاشق امرأته التي يعشق عظيم المعرفة ، ففي المعرفة إدراكٌ وإحاطة ، وفي المعجم لغةً ( عَرَف الشيءَ : أدركه بحاسَّةٍ من حواسِّه ) . وكل شيء سيسهل لو عرف العاشق طبيعة العشق قبل طبيعة المعشُوق ؛ لأن المعرفة التامة بطبيعة الأمر الذي نسعى إلى أن نكون فيه ؛ يجعلنا أسوياء فيما نرى ونمارس ، ويمنحنا فضيلة الكشف ، وحرية السؤال .

الحب هو أكثر مشكلة معرُوضة للجدل والنقاش أمام الإنسان في العالم ، لما يمثله من جوهر للنفوس ، ومتن للأرواح ، ومركز للقلوب ، والحب عندي هو ” ما ثبت ، وكل حب يزول أو يتغير فليس بحبٍّ ، لأن سلطان الحُب أعظم من أن يزيله شيء ” كما يذكر محي الدين بن عربي ( 558 هـجرية – 1164م ). –( 638هـجرية – 1240ميلادية .

والحب عندي هو أول الأشياء وآخرها ، وهو الفواتح والخواتيم ؛ لأنه يستنهض في الإنسان سائر القيم النبيلة الأخرى ، شرط أن يعرف ما الذي يبتغيه من الحُب ، من دون تكلُّف أو افتعال أو ادعاء .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى